قيادي ديمقراطي يرسم لـ«العين الإخبارية» دلالات ونتائج القمة الخليجية الأمريكية

وسط تحولات جيوسياسية عالمية، وتحديات أمنية واقتصادية عديدة، تنطلق، الأربعاء، في العاصمة السعودية، قمة تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقادة دول مجلس التعاون الخليجي.
وتُعد قمة اليوم هي الثانية التي يشارك فيها ترامب بعد مشاركته عام 2017، خلال ولايته الرئاسية الأولى (يناير/كانون الثاني 2017- يناير/كانون الثاني 2021).
وعن أهمية القمة والنتائج المرتقبة، قال الدكتور إياد عفالقة، عضو اللجنة التنفيذية للحزب الديمقراطي الأمريكي، ورئيس المجلس الديمقراطي لولاية كاليفورنيا، في حديث خاص لـ”العين الإخبارية”، إن “القمة الخليجية الأمريكية في الرياض، تأتي في توقيت هام وبالغ الحساسية”.
ووفق عفالقة فإن “الإقليم يشهد تحديات أمنية واقتصادية متزايدة، في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية والتوترات المستمرة في البحر الأحمر، إضافة إلى تصاعد التهديدات الإيرانية وتراجع الثقة في التزام واشنطن التاريخي بأمن الخليج”.
وعدد الأكاديمي والخبير في شؤون السياسات الأمريكية، أهمية القمة كونها تعزز الشراكة الأمنية والعسكرية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، خاصة في ظل الحديث عن إعادة تشكيل أولويات واشنطن في الشرق الأوسط.
وستدفع القمة مسارات التعاون في مجال الطاقة، لا سيما بعد الاضطرابات في أسواق النفط والغاز العالمية نتيجة للحرب في أوكرانيا والعقوبات على إيران وروسيا، كما تبحث ملفات الاستقرار الإقليمي مثل اليمن وسوريا ولبنان، ومحاولة رسم موقف موحد تجاه التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وفقا لـ”عفالقة”.
وتأتي القمة أيضا كـ”محاولة من واشنطن لإعادة بناء الثقة مع الشركاء الخليجيين بعد تراجع في الحضور الأمريكي الاستراتيجي في المنطقة”، بحسب المحلل الأمريكي.
وبشأن ما تردد عن طرح الرئيس ترامب خلال القمة، “تصوراً جديداً للسلام” بشأن القضية الفلسطينية، قال القيادي في الحزب الديمقراطي الأمريكي، إنه “من المهم التحفظ والحذر في التقييم”.
وأوضح أنه “إذا كان المقصود هو إحياء صفقة القرن بنسخة معدّلة، فقد تواجه معارضة فلسطينية واسعة وممانعة إقليمية، خصوصاً في ظل استمرار الحرب على غزة والتوتر الشعبي العربي تجاه إسرائيل”.
وفي هذا الصدد، رأى الخبير في شئون السياسات الأمريكية، أن “أي طرح للسلام في هذا السياق سيكون محكوماً بميزان القوة وليس العدالة، ما يثير تساؤلات عن جدية أي مبادرة لا تراعي حقوق الشعب الفلسطيني أو لا تنطلق من المرجعيات الدولية المتفق عليها”، على حد تقديره.
وخلص عفالقة، إلى أن النتائج المرجوة من القمة ستكون مرتبطة بمدى استعداد واشنطن لتقديم التزامات ملموسة، وليس فقط وعود استراتيجية، في ظل تعدد اللاعبين الدوليين في الخليج، من الصين وروسيا إلى القوى الإقليمية الصاعدة.
ويتوقع أن تعطي المحادثات المنتظرة إشارة انطلاق مرحلة جديدة في التعاون بين واشنطن ودول الخليج.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” فإن هذه القمة “تضيف فصلا جديدا من التعاون البنّاء، وتؤكد المضي قدما نحو مستقبل أكثر أمنا واستقرارا وازدهارا للمنطقة والعالم”.
وأكدت أن انعقاد القمة يأتي حرصا على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة.
وأمس الثلاثاء، وصل الرئيس الأمريكي إلى السعودية، في مستهل جولة خليجية تمتد حتى ١٦ مايو/أيار الجاري، وتشمل أيضا الإمارات وقطر.
ويُنظر إلى الجولة على نطاق واسع باعتبارها نقطة تحوّل في مسار العلاقات الخليجية – الأمريكية، وتعبيرا صريحا عن إدراك واشنطن المتجدد لأهمية الخليج كلاعب محوري في صياغة التوازنات الإقليمية والدولية.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز