تقنية

طرابلس الليبية والساعات الحاسمة.. هدنة أم مواجهة جديدة؟


تمزح العاصمة الليبية بين هدنة هشة يحاول المجلس الرئاسي ترسيخها، ومخاوف من انفجار الوضع بسبب تعقيدات الصراع على النفوذ



ففي محاولة لاحتواء التوتر، عقد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، بصفته القائد الأعلى للجيش، اجتماعا مع أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) عن المنطقة الغربية، وبحث:

مراجعة المستجدات الأمنية والعسكرية.

سبل تثبيت وقف إطلاق النار.

تعزيز الاستقرار على الأرض.

هل ينجح المنفي؟

وبحسب الخبير السياسي الليبي أنور ياسين رجب، فإن وساطة المنفي حظيت بقبول مختلف الأطراف داخل العاصمة، ما يعزز فرص التوصل لاتفاق يجنب طرابلس دوامة الفوضى.

وفي حديث مع “العين الإخبارية”، قال رجب إن “الأيام الماضية شهدت توترا وقلقا شديدين بين السكان خشية اندلاع حرب طويلة، غير أن تدخل المنفي أوقف التحشيدات مؤقتا، وتم التوصل إلى اتفاق أولي لتجنب القتال، بينما ما تزال الخلافات قائمة حول بنود الاتفاق النهائي وآلية تنفيذه”.

العقبة

لكن بالنسبة للأكاديمي والسياسي الليبي محمد امطيريد، تواجه هذه الجهود عقبة على صعيد السلطة التنفيذية.

إذ يرى امطيريد،، أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، الذي يرفض أي مبادرات لا تضمن سيطرته الكاملة على العاصمة.

وفي تعليق صريح، اعتبر السياسي الليبي أن “الوضع في طرابلس ملتهب، وما يقوم به الدبيبة ليست تهدئة حقيقية، بل مهادنة ظاهرها السلام وتخفي نوايا لتحرك مفاجئ قد يفجر الأوضاع في أي لحظة”.

اختبار الساعات المقبلة

ومن زاوية أخرى يرى المحلل السياسي أيوب الأوجلي أن المشهد يشبه “ضغطا سياسيا باستعراض القوة”، وأن المجلس الرئاسي يحاول دفع الأطراف للعودة إلى طاولة التفاوض.

وفي حديثه مع “العين الإخبارية”، حذّر الأوجلي من أن الساعات الـ48 المقبلة، بحسب تقييمه، ستكون حاسمة، إما لاندلاع مواجهة عسكرية جديدة أو لاستمرار هدنة هشة تتطلب جهودا دبلوماسية سريعة لتثبيتها”.

على المستوى الميداني، تعيش طرابلس حالة استقطاب مليشياوي غير مسبوق، مع تشكيل تحالفات متشابكة بين قوى موالية للدبيبة من جهة، وجهاز الردع وحلفائه من جهة أخرى.

المحلل العسكري محمد الترهوني يؤكد أن المدينة تحولت إلى مسرح لصراع نفوذ عسكري معقد، تسعى عبره أطراف متعددة إلى فرض شروطها، بينما تحاول حكومة الدبيبة احتواء المشهد خشية فقدان موطئ قدم على الأرض في حال فرض حكومة موحدة جديدة.

خارطة أممية مهدَدة

وتأتي هذه التطورات بينما طرحت المبعوثة الأممية هانا تيتيه خارطة طريق تتكئ على ثلاث ركائز أساسية هي:

إعداد إطار انتخابي.

توحيد المؤسسات بتشكيل حكومة جديدة.

إطلاق حوار وطني شامل.

غير أن احتدام الصراع غرب ليبيا يهدد بنسف هذه الخطة، ويضع المسار السياسي الأممي أمام اختبار صعب، وسط مخاوف من أن تطيح أي مواجهة مرتقبة بفرص الحل السياسي في البلاد.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى