من البحر للسماء.. موسكو تحصن القطب الشمالي بأضخم طراد وأسرع مقاتلة

في القطب الشمالي، حيث تتحول برودة الجليد إلى ساحة ساخنة لصراع القوى العظمى، تضع روسيا ثقلها العسكري.
تلك المنطقة التي لم تعد مجرد خزان للثروات الطبيعية أو ممرات بحرية ناشئة، بل باتت مسرحًا مفتوحًا للتنافس الاستراتيجي مع الغرب.
وفي مواجهة الضغوط الغربية المتصاعدة، تكشف موسكو عن ثنائي غير مسبوق: الطراد النووي الضخم الأدميرال ناخيموف من فئة كيروف، والمقاتلة الاعتراضية الأسرع في العالم ميغ-31 بي إم، لتأمين سماء القطب الشمالي وحمايته من التهديدات الجوية المتطورة، بحسب مجلة «ميليتري ووتش».
ثنائي يعيد صياغة معادلة الردع في أقصى الشمال، حيث يغدو كل صاروخ وكل إشارة رادار جزءًا من لوحة استراتيجية كبرى، تُرسم فوق سماء وجليد القطب الشمالي.
فماذا نعرف عن الأدميرال ناخيموف؟
وبحسب المجلة، فإن الطراد، «الأدميرال ناخيموف»:
- يعد أضخم وأقوى سفينة حربية سطحية في العالم من حيث حجم الترسانة
- يحمل 176 خلية إطلاق عمودي، منها 96 مخصصة لصواريخ نسخة بحرية من منظومة الدفاع الجوي بعيدة المدى إس-400 وهو ما يتيح للطراد قدرة هائلة على تغطية مساحات واسعة من السماء.
- تشغيل الطراد بواسطة مفاعلين نوويين يمنحه ميزة جوهرية وهي القدرة على المناورة والانتقال بسرعة إلى مناطق مختلفة من القطب الشمالي، بعكس أنظمة الدفاع الجوي الثابتة التي تفتقر إلى المرونة.
- يمكن للصواريخ التي يطلقها الطراد الوصول إلى مدى 400 كيلومتر، وبسرعة تزيد على ماخ 14، ما يجعلها قادرة على اعتراض صواريخ فرط صوتية تسير بسرعة تفوق ماخ 8.
- كل هذه القدرات تضع “الأدميرال ناخيموف” في صدارة السفن الحربية عالميًا على مستوى الدفاع الجوي البحري.
قيود كبيرة
ومع ذلك، يواجه الطراد قيودًا كبيرة؛ فالقطب الشمالي منطقة شاسعة جدًا، وحتى مدى 400 كيلومتر لا يكفي لتغطية سوى جزء محدود من المجال الجوي، كما أن باقي السفن الروسية لا تمتلك أنظمة دفاع مماثلة، ما يجعل الأدميرال ناخيموف وحيدًا تقريبًا في هذا الدور.
من جهة أخرى فإن غياب رادارات استشعار متقدمة متمركزة في الخطوط الأمامية يحد من قدرة صواريخ الطراد على الاشتباك مع أهداف منخفضة وهنا تحديدًا يبرز دور المقاتلة الاعتراضية “ميغ-31 بي إم”.
ماذا عن الميغ-31؟
- تم تصميم “الميغ-31” منذ سبعينيات القرن الماضي لمهام الدفاع عن الأجواء الشمالية البعيدة التي تفتقر لتغطية أرضية قوية.
- تعد أسرع مقاتلة في الخدمة المستمرة بسرعة تصل إلى ماخ 2.3.
- مزودة برادار “زاسلون” العملاق، الأكبر على الإطلاق في مقاتلة، والذي يفوق بثلاث مرات حجم رادارات المقاتلات الغربية.
- 2009.. دخلت النسخة المعدلة “ميغ-31 بي إم” إلى الخدمة بقدرات إلكترونية ورادارية متطورة، مع إدماج صواريخ “آر-37 إم” بعيدة المدى التي أثبتت فعاليتها في الحرب الأوكرانية.
- بإمكان هذه الطائرة إطلاق صواريخها من ارتفاعات شاهقة وبسرعات عالية، مما يمنحها مدى وفاعلية أكبر من معظم الطائرات الروسية الأخرى.
ميزة استراتيجية
يمنح التكامل بين المنصتين ميزة استراتيجية لروسيا فمستشعرات “الميغ-31” المرتفعة يمكنها نقل بيانات الأهداف إلى الأدميرال ناخيموف، مما يسمح له باستخدام صواريخ “إس-400” لضرب أهداف خلف الأفق، خاصة على ارتفاعات منخفضة يصعب على رادارات السفينة وحدها كشفها وهو ما يعني أن المقاتلة الروسية تعوض أبرز نقاط ضعف الطراد، بحسب مجلة «ميليتري ووتش».
في المقابل، يعوض الطراد أيضًا قيود المقاتلة، إذ إن “الميغ-31” تحمل أربعة صواريخ فقط من طراز “آر-37 إم” وهو ما قد لا يكون كافيًا في معركة طويلة، لكن بفضل الـ96 صاروخًا الموجودين على متن الطراد، والذين يمكن توجيههم عبر بيانات “ميغ-31 تتسع القدرة القتالية المشتركة بشكل كبير.
ولا يعزز الترابط بين المنصتين الدفاع الجوي الروسي فقط، بل يشكل نموذجًا جديدًا لتكامل المنصات البحرية والجوية في بيئة معقدة مثل القطب الشمالي.
وفي وقت تتزايد فيه الضغوط الغربية عبر نشر طائرات دورية وبنية تحتية عسكرية جديدة في المنطقة، ترى موسكو أن تعزيز قدراتها المتنقلة سواء السفن أو المقاتلات هو الوسيلة الأمثل لتأمين مصالحها في القطب الشمالي
وإذا كانت “الميغ-31 بي إم” هي العمود الفقري للدفاع الجوي الروسي في القطب الشمالي، فإن دخول “الأدميرال ناخيموف” الخدمة يعزز قدرات الدفاع ويضيف إليها بعدًا استراتيجيًا يصعب تجاوزه، تقول مجلة «ميليتري ووتش».
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز