«تعبت من الوجود».. آخر ما قالته الطبيبة العراقية قبل رحيلها
كشفت تسجيلات صوتية للطبيبة العراقية الراحلة، بان زياد، عن تفاصيل معاناتها النفسية القاسية قبيل انتحارها، في حادثة تحوّلت إلى قضية رأي عام في العراق طوال الأسبوعين الماضيين، وأثارت ردود فعل رسمية وشعبية متباينة.
وفي المقاطع التي بثّتها وسائل إعلام محلية، سُمعت الطبيبة النفسية وهي تعبّر عن سوء حالتها النفسية وما يراودها من أفكار انتحار بشكل متكرر.
تعب من الوجود ورغبة في الاختفاء
جاءت التسجيلات المؤثرة باللغتين العربية والإنجليزية، حيث قالت الطبيبة العشرينية إنها “تعبت من الوجود”، وإنها ترغب بالاختفاء في “اللا مكان”، على حد وصفها.
وأكد مجلس القضاء الأعلى العراقي أن نصوص هذه التسجيلات أُدرجت في التقرير الرسمي الذي خلص إلى أن “بان” أقدمت على الانتحار، وأن وفاتها لم تكن نتيجة جريمة جنائية.
شكوك حول صحة التسجيلات
غير أن نشر تلك المقاطع عبر الصحافة العراقية دفع مدونين للتشكيك في صحتها، معتبرين أنها قد تكون مفبركة باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما أثار نقاشًا واسعًا بين المتابعين.
تفاصيل الوفاة والتحقيقات
توفيت الطبيبة بان زياد يوم 4 أغسطس/آب الجاري، وكانت معروفة بتقديم محتوى طبي عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقد أثارت وفاتها علامات استفهام بعد إعلان عائلتها أنها انتحرت، لتباشر السلطات العراقية تحقيقًا موسعًا انتهى رسميًا يوم الاثنين الماضي.
فقد أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق غلق التحقيق، مؤكدًا أن الوفاة وقعت نتيجة انتحار، وليست جريمة قتل.
إجراءات قضائية دقيقة
وأشار المجلس في تفاصيل قراره إلى أن المحكمة استمعت لتسجيلات صوتية للطبيبة مع زملاء عملها، واطّلعت على تسجيلات كاميرات المراقبة، إضافة إلى شهادات متعددة.
وتبيّن أن “بان” عانت من اكتئاب حاد خلال الفترة السابقة لوفاتها، وطلبت من إحدى زميلاتها في بغداد مساعدتها للحصول على عقار مضاد للاكتئاب لم يكن متوفرًا في مدينتها البصرة، بعدما استنفدت وصفات علاجية أخرى كتبتها لنفسها.
وأظهر التحقيق أن وفاتها نتجت عن قطع حاد لأوردة ساعديها الأيمن والأيسر، بينما الإصابات التي ظهرت في وجهها ورقبتها تبيّن أنها ناجمة عن سقوطها على أرض الحمام الذي أقدمت فيه على الانتحار.
مطابقة للخط والتأكيد على الانتحار
كما أكد القرار القضائي أن العبارة المكتوبة بالدم على باب الحمام “أريد الله” تطابقت مع خط الطبيبة بعد مقارنتها بتدوينات سابقة لها.
شهادات العائلة
وأفاد المجلس بأن والدي الطبيبة وشقيقتها وخالها أدلوا بشهاداتهم، وأجمعوا على أن وفاة “بان” كانت نتيجة انتحار، ولم يوجهوا اتهامًا إلى أي طرف.
إطلاق سراح الموقوف الوحيد
وأعلن القرار أيضًا إطلاق سراح زميلها الموقوف، ويدعى عمر، والذي أوقفته المحكمة سابقًا بتهمة التحريض على الانتحار، قبل أن تتم تبرئته من تلك التهمة لعدم كفاية الأدلة.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز
