ترامب يصعّد الضغط العلني على باول ويتهمه بإهدار تريليونات الدولارات

صعّد الرئيس دونالد ترامب حملته العلنية ضد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مطالبًا إياه بإجراء تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة.
. وفي مذكرة مكتوبة بخط اليد، اتهم ترامب باول بأنه كلف الولايات المتحدة “ثروة” بسبب إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة، وطالبه بخفض كبير في تكاليف الاقتراض.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تبع ترامب مذكرته برسالة على وسائل التواصل الاجتماعي، استهدف فيها باول وجميع أعضاء مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي.
وكتب: “يجب أن يشعروا بالخجل من أنفسهم لأنهم سمحوا بحدوث هذا للولايات المتحدة”. وأضاف: “لو كانوا يؤدون عملهم بشكل صحيح، لكانت بلادنا وفّرت تريليونات الدولارات من تكاليف الفائدة. المجلس يجلس هناك ويشاهد فقط، لذا فهم مذنبون بنفس القدر.”
تلاسن متكرر
وتأتي هذه الانتقادات ضمن سلسلة هجمات متكررة شنها ترامب ضد البنك المركزي، الذي يتمتع تقليديًا باستقلالية عن البيت الأبيض.
وكان ترامب قد أهان باول سابقًا وألمح إلى إمكانية إقالته، وهي خطوة تثير جدلاً قانونيًا وسياسيًا واسعًا. وتنتهي ولاية باول كرئيس في مايو/أيار من العام القادم، إلا أنه يمكنه البقاء كعضو في مجلس الاحتياطي حتى عام 2028.
وقد ألمح ترامب إلى رغبته في تعيين بديل لباول قبل انتهاء ولايته، مما قد يعقّد التواصل داخل البنك المركزي ويهدد استقلاليته.
ومن المتوقع أن يشغر المقعد التالي في مجلس الاحتياطي في يناير/كانون الثاني، وهو المقعد الذي تشغله أدريانا كوجلر حاليًا. وقد طرح وزير الخزانة، سكوت بيسينت، فكرة تعيين خليفة باول في هذا المنصب أولًا، ثم ترقيته لاحقًا إلى منصب الرئيس.
خليفة باول
ووفقًا لترامب، فإن أحد الشروط الأساسية لرئيس البنك المركزي القادم هو الاستعداد لخفض أسعار الفائدة. وفي تصريحات يوم الجمعة، دعا ترامب إلى خفض الفائدة بمقدار 2.5 نقطة مئوية، وهو ما سيهبط بها إلى ما دون المستوى الحالي الذي يتراوح بين 4.25% و4.5%، الساري منذ يناير/كانون الثاني الماضي.
ويؤكد ترامب أن هذه الخطوة قد توفر “مئات المليارات من الدولارات” من مدفوعات الفائدة، خصوصًا مع سعي الجمهوريين لإقرار مشروع قانون ضريبي وإنفاقي من المتوقع أن يرفع العجز الفيدرالي بشكل كبير.
ورغم هذه المطالب، يتبنى الاحتياطي الفيدرالي موقفًا حذرًا. وبعد خفض الفائدة بمقدار نقطة مئوية العام الماضي، حافظ البنك على استقرار الأسعار، مفضلًا سياسة “الترقب” في ظل عدم وضوح تأثير سياسات ترامب الاقتصادية، بما في ذلك الرسوم الجمركية.
ومن أبرز أسباب استياء ترامب، مقارنة أسعار الفائدة الأمريكية بتلك في الخارج. فقد أرفق في مذكرته إلى باول قائمة بالدول مرتبة حسب أسعار الفائدة التي تحددها بنوكها المركزية، مشيرًا إلى أن العديد منها خفض الفائدة بشكل أكثر جرأة. وغالبًا ما يشير إلى البنك المركزي الأوروبي كمثال، إذ خفّض أسعار الفائدة ثماني مرات خلال العام الماضي. كما خفض بنك إنجلترا الفائدة مؤخرًا، لكنه أبقاها دون تغيير في اجتماعه الأخير في يونيو/حزيران.
وقبل يومين، كان باول يحضر مؤتمر البنك المركزي الأوروبي السنوي في سينترا، البرتغال.
وخلال عشاء افتتاحي للمؤتمر الإثنين، أشادت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، بباول، قائلة إنه “يجسد معايير المصرفي المركزي الشجاع”. وتلقت تصريحاتها تصفيقًا حارًا من الحاضرين، ثم حظي باول وزملاؤه بتصفيق وقوفًا من الحضور.
ويعكس استمرار حملة الضغط التي يقودها ترامب رغبته في اعتماد سياسة نقدية أكثر تيسيرًا قبل الانتخابات المقبلة عام 2026 — وهي خطوة يحذر النقاد من أنها قد تسيّس عمل الاحتياطي الفيدرالي وتؤثر على مصداقيته.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز