اخبار الامارات

مستقبل “التلعيب” “Gamificaton” في تسويق العلامات التجارية ‹ جريدة الوطن

قال ماريو بيريز، المدير التنفيذي، مينا تك للترفيه يتمتع المستهلكون اليوم بخبرة في استخدام التكنولوجيا تميّزهم عن المستهلكين في السابق. ومع تنافس العلامات التجارية على جذب انتباه المستهلكين في بيئة شديدة التنافس، أصبح التفاعل ميزة فارقة وسرّاً للنجاح. تبحث الشركات الآن عن طرق جديدة للتواصل مع العملاء تلبّي شغفهم وتطلّبهم للتفاعل والانغماس في تجارب غامرة. وهنا يأتي دور التلعيب “Gamificaton”، وهو ببساطة نهج يدمج استخدام عناصر وتقنيات الألعاب في استراتيجيات التسويق لتقديم تجارب غامرة وملهمة.

ومع استمرار التكنولوجيا في التغلغل في حياتنا اليومية، فإن التلعيب “Gamificaton” في طريقه ليصبح التوجه الجديد في مجال التسويق، حيث يوفر للشركات طريقة ملهمة وشيّقة لتعزيز ولاء عملائها.

كيف يعمل التلعيب “Gamificaton” في مجال التسويق؟

يُطبّق التلعيب “Gamificaton” في عالم التسويق عند تضمين عناصر اللعب – مثل النقاط والشارات والتحديات – في تفاعلات العلامات التجارية لتعزيز مشاركة العملاء وتحويل التجارب الروتينية إلى أنشطة ممتعة وتفاعلية يشعر معها العملاء بالمزيد من الارتباط بالعلامة التجارية. تُشير أبحاث السوق إلى أن العملاء المتفاعلين بشكل كبير أكثر استعداداً للشراء بشكل متكرر بنسبة 90% وإنفاق 60% أكثر لكل معاملة.

على سبيل المثال، قد يطلق أحد المتاجر برنامج مكافآت يمنح من خلاله للعملاء نقاطاً على المشتريات، مما يُشجع على تكرار عملية الشراء. أو قد يُطلق متجر آخر مسابقة على وسائل التواصل الاجتماعي يحصل فيها المشاركون على شارات عند إتمام مهام محددة. من المتوقع أن ينمو سوق التلعيب “Gamificaton” العالمي لتبلغ قيمته 61.30 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030. تُظهر الدراسات أن التلعيب “Gamificaton” يُعزز تفاعل العملاء مع العلامات التجارية عبر مجموعة من الأبعاد العاطفية والمعرفية والاجتماعية والسلوكية. كما أنه يزيد ولاء العملاء ووعيهم بالعلامة التجارية وارتباطهم بها، بل وحتى يقوّي نيّتهم بالشراء. من خلال دمج آليات الألعاب في التسويق، تزيد العلامات التجارية من مبيعاتها ومعدّل الزيارات لمواقعها الإلكترونية وتشجّع نشر المعلومات عنها بصورة شفوية وإيجابية.

لماذا ينبغي أن تتبنّى العلامات التجارية مفهوم التلعيب “Gamificaton”؟

يلعب التلعيب “Gamificaton” دوراً حاسماً في تعزيز ولاء العملاء، وتشهد العلامات التجارية التي تطبق برامج ولاء قائمة على التلعيب “Gamificaton” زيادة في متوسط ​​احتفاظها بالعملاء بنسبة 22%. عند الحصول على خصم أو مكافأة حصرية، يميل العملاء عادة نحو تكرار الشراء والالتزام بالعلامة التجارية على المدى الطويل. وهكذا، يصبح نظام المكافآت البسيط عاملاً حاسماً في تحويل المشتري العابر إلى عميل مخلص.

توفر التجارب التفاعلية للعلامات التجارية منظوراً قيّماً لتقييم العملاء، بدءً من عادات الشراء إلى المنتجات التي يفضّلونها. تتيح هذه البيانات للشركات تحسين استراتيجياتها التسويقية وتقديم تجارب مخصصة لعملائها. وكلّما زاد تفاعل المستهلك، كلّما زاد استعداده لمشاركة المعلومات، مما يساعد العلامات التجارية على تحسين حملاتها المستقبلية.

كما يحبّ الجمهور عادة مشاركة إنجازاتهم، وتساهم الحملات القائمة على التلعيب “Gamificaton”، والتي تتضمن مسابقات ومكافآت حصرية وقوائم للمتفوّقين، بتشجيع العملاء على التحدث عن العلامات التجارية أونلاين. من الأمثلة الرائعة على ذلك حملة “هجوم الروبيان” (Shrimp Attack) التي أطلقتها سلسلة مطاعم كنتاكي في اليابان، لإضافة وجبة جديدة إلى قائمة طعام سلسة المطاعم. تضمّنت الحملة لعبة فيديو يحصل فيها اللاعبون على قسائم خصم. حققت الحملة 800 ألف مشاهدة وأثارت ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي لدرجة أن مطاعم كنتاكي اضطرت إلى إنهاء الحملة مبكراً بسبب نفاد المنتج.

كيف يمكن للعلامات التجارية دمج التلعيب “Gamificaton” في استراتيجياتها؟

تُعدّ برامج الولاء التي تدمج التلعيب “Gamificaton” لتقديم تجربة مختلفة من أكثر الطرق فعاليةً لبناء تفاعل طويل الأمد مع العملاء. من خلال تقديم برامج قائمة على النقاط، ومستويات أعلى عند الإنجاز، ومكافآت شخصية، يتطور لدى العلامات التجارية من شعور بالتقدّم والحصرية، وينمو لدى العملاء الشعور بالتقدير واستحقاق المكافأة لولائهم. كما تُوفر حملات التواصل الاجتماعي التفاعلية وسيلةً ملهمة لتعزيز التفاعل. تُساهم التحديات والاختبارات والمسابقات بالتشجيع على المشاركة وبالتالي توليد المحتوى الذي يُنشئه المستخدمون، مما يُقوّي من العلاقة بين العلامة التجارية والمستهلكين. كما تُسخّر العلامات التجارية الواقع المعزز في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال إنشاء فلاتر تفاعلية وتجارب افتراضية تُسهّل على العملاء التفاعل مع منتجاتها بطريقة ممتعة وغامرة.

الآن، تدمج العديد من العلامات التجارية في تطبيقاتها حوافز لتشجيع التقدّم، وشارات الإنجاز، والمكافآت، مما يُعزز التفاعل اليومي ويزيد معدلات الاحتفاظ بالعملاء على تطبيقاتها المحمولة. بالإضافة إلى ذلك، تدمج منصات التجارة الإلكترونية طابع التلعيب “Gamificaton” على تجربة التسوق من خلال خصومات “العجلة الدوّارة”، وبطاقات الخدش، والحوافز عند توصية الآخرين بالعلامة التجارية، مما يحفز المستخدمين على العودة لمزيد من الصفقات والعروض. تضمن هذه الأساليب تفاعلاً شخصياً ونشطاً، مما يؤدي إلى علاقات أقوى مع العملاء ويعزز من ولائهم للعلامة التجارية.

مستقبل القطاع

يُحدث التلعيب “Gamificaton” نقلة نوعية في مشهد تسويق العلامات التجارية من خلال تحويل تفاعلات العملاء التقليدية إلى تجارب تفاعلية مجزية وغامرة. كما أن قدرته على تعزيز التفاعل والولاء والوعي بالعلامة التجارية يجعله أداة فعّالة لا غنى للشركات الحديثة عنها.

ومع ازدهار سوق التلعيب “Gamificaton” حول العالم، ستجذب العلامات التجارية التي تعتمد أسلوب اللعبفي استراتيجياتها التسويقية انتباه الجمهور وستُحقق أيضاً النجاح والنمو على المدى الطويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى