إيران وإسرائيل.. رسائل «النار» و«العقل» في ساحة واحدة

بالتوازي مع التصعيد المتبادل، فتحت إسرائيل وإيران جبهة أخرى، موجهة نيرانها إلى المدنيين؛ عبر بيانات أصبحت بمثابة «صواريخ معنوية» تهدف إلى زعزعة الجبهة الداخلية للخصم، وتحويل الخوف إلى أداة ضغط سياسي وعسكري.
ففي مشهد يعكس تصاعدا غير مسبوق في أدوات المواجهة، وجه الجيش الإسرائيلي إنذارا علنيا إلى الشعب الإيراني لإخلاء المنشآت المرتبطة بصناعة الأسلحة، بلغة تحذيرية مشحونة، فيما ردّت طهران بخطاب يتوعد سكان «الأراضي المحتلة» بأن «لا ملاذ آمن لهم بعد اليوم»، في بيانات باتت بمثابة سلاح استراتيجي يضرب ما وراء الخطوط الأمامية.
فماذا قالت إسرائيل؟
في بيان صادر عنه صباح الأحد، أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارا للإيرانيين بإخلاء كافة منشآت الأسلحة حتى إشعار آخر، بعد موجة من الضربات الإسرائيلية التي ردت عليها طهران بدفعات من الصواريخ.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي على إكس الإنذار باللغتين الفارسية والعربية وجاء فيه “نحث كل المتواجدين في هذه الساعة أو في المستقبل القريب في كافة مفاعل الأسلحة في إيران.. من أجل سلامتكم نطالبكم بإخلاء هذه المنشآت فورا وعدم العودة إليها حتى إشعار آخر”.
وقال إن “الإنذار يشمل جميع مصانع الأسلحة والمنشآت الداعمة لها في إيران”.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش سيستهدف مثل هذه المواقع في طهران وغيرها.
وأضاف كاتس في بيان “الدكتاتور الإيراني يحول طهران إلى بيروت ويحول سكانها إلى رهائن من أجل بقاء نظامه”، في إشارة إلى المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي.
وتشن إسرائيل منذ فجر الجمعة هجوما واسع النطاق على مواقع في إيران التي ترد بضربات صاروخية على الدولة العبرية أدت إلى مقتل 13 شخصا حتى اللحظة.
ماذا عن إيران؟
في المقابل، أصدرت القوات المسلحة الإيرانية بياناً «شديد اللهجة»، وجّهت فيه تحذيراً مباشراً إلى «سكان الأراضي الفلسطينية المحتلة»، داعيةً إياهم إلى مغادرة هذه المناطق فوراً، في ظل ما وصفته بـ«العدوان الجديد والمتهور» الذي شنّته تل أبيب بقيادة بنيامين نتنياهو.
وحذر البيان من أن نطاق الرد الإيراني سيمتد ليشمل «جميع أنحاء الأراضي المحتلة»، مضيفاً أن “التجربة أثبتت في الليالي الماضية أننا نجحنا في ضرب أهداف حساسة تشمل مراكز عسكرية وأمنية، مواقع اتخاذ القرار، مساكن القادة والخبراء العسكريين في عمق الأراضي المحتلة”.
وأشارت طهران إلى أنها تمتلك “بنك أهداف مكتملا لجميع المواقع الحيوية والحساسة داخل إسرائيل”، مشددة على أن الملاجئ تحت الأرض “لن تضمن لكم الأمان”.
وحذّر البيان من استخدام المدنيين كدروع بشرية من قبل إسرائيل، داعياً السكان إلى “الابتعاد عن المناطق العسكرية والمقار الأمنية، لأن التواجد فيها قد يكون مصيرياً”.
وأضاف: “تجاهلكم لهذه التحذيرات سيجعل الأيام القادمة أكثر صعوبة عليكم. لا وقت للانتظار. غادروا ما استطعتم”.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز