صاروخ «غامض» يضرب روسيا.. هل دخل «تاوروس» ساحة المعركة؟

في ضربة بدت محسوبة بدقة، استهدف صاروخ «غامض» مطارا عسكريا في مدينة بريانسك الروسية، مثيرًا موجة من التحليلات في غرف العمليات العسكرية.
الانفجار المزدوج، وما تلاه من أضرار جسيمة، أعاد إلى الواجهة سيناريوهات استخدام أوكرانيا لصواريخ بعيدة المدى فائقة الدقة، يُشتبه أن من بينها «تاوروس» الألماني الصنع، المعروف بقدرته على تدمير الأهداف المحصنة دون رصد مبكر.
وزعمت روسيا تعرّض مطار في مدينة بريانسك لهجوم أوكراني مفاجئ، باستخدام ما وصفته بـ«صاروخ جديد وغامض».
ووثّقت اللقطات انفجارًا أوليًا ضخمًا تلاه انفجار ثانوي أشد عنفًا، كما أعلنت تقارير أوكرانية تدمير منصة إطلاق أخرى لصواريخ إسكندر في اليوم التالي، بحسب صحيفة ذا صن.
وأثارت طبيعة الانفجارات غير المسبوقة خلال الحرب تكهنات في وسائل الإعلام الروسية الموالية للكرملين. وطرح عدد منها، مثل قناة “تسارغراد” الموالية للكرملين، سؤالاً جوهريًا: “هل كان أول صاروخ تاوروس يُطلق على روسيا؟”، مشيرة إلى “تصعيد غير مسبوق”.
كما زعمت قناة “MIG Russia” أن الضربة الدقيقة في بريانسك نُفذت باستخدام صواريخ غربية الصنع بعيدة المدى.
سياق دبلوماسي
تزامنت هذه الضربة مع تصاعد الجدل حول إرسال الأسلحة الألمانية لأوكرانيا، خاصة بعد لقاء المستشار الألماني ميرتس بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي حال تأكد استخدام صاروخ “تاوروس” الألماني المتطور، فسيكون أول استخدام له من قبل أوكرانيا، وهو ما قد تعتبره روسيا تصعيدًا كبيرًا نظرًا لقدراته التدميرية الكبيرة ضد التحصينات والأنظمة الأرضية.
ورغم نفي مصادر ألمانية التوصل لاتفاق بشأن إرسال صواريخ “تاوروس”، لكن رفع الدول الغربية الداعمة (مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة) في نهاية مايو/أيار الماضي القيود عن أماكن استخدام الأسلحة التي تزود بها كييف، فتح الباب أمام إمكانية استخدام أسلحة أكثر تقدمًا.
كما أتاح لها القدرة على الوصول لأهداف داخل روسيا، كالصاروخ البريطاني “ستورم شادو” المتطور (الذي تبلغ تكلفته 800 ألف جنيه إسترليني للصاروخ) والذي يُعد كابوسًا للدفاعات الجوية بفضل دقته الفائقة وسرعته التي تصل إلى 1170 كيلومتر/ساعة.
المواصفات الفنية لصاروخ تاوروس:
- الطول: حوالي 5 إلى 6 أمتار.
- الوزن: حوالي 1.4 طن (1400 كيلوغرام).
- وزن الرأس الحربي: حوالي 400 إلى 481 كيلوغرامًا، وهو رأس حربي متقدم يسمى “ميفيستو” (Mephisto) مصمم لاختراق المخابئ والجدران الخرسانية المسلحة السميكة.
- السرعة: تصل إلى حوالي 1170 كيلومترًا في الساعة (0.95 ماخ تقريبًا)، أي أقل قليلاً من سرعة الصوت.
- المدى: يصل إلى 500 كيلومتر، مع إمكانية إعادة برمجة النظام ليعمل بمدى محدود مثل 300 كيلومتر حسب الحاجة.
- الارتفاع أثناء الطيران: يطير على ارتفاع منخفض جدًا يتراوح بين 35 إلى 50 مترًا، مما يجعل من الصعب اكتشافه عبر الرادارات.
آلية الهجوم:
- يتميز الصاروخ بقدرته على تنفيذ هجوم دقيق على الأهداف ذات القيمة العالية مثل المخابئ ومراكز القيادة.
- قبل الاصطدام بالهدف، يرتفع الصاروخ بشكل حاد ليضرب الهدف من الأعلى بحركة هبوط عمودية ذات طاقة حركية عالية.
- ويبدأ الهجوم بشحنة متفجرة تخلق ثقبًا في جدار أو سقف الهدف، ثم ينفجر الرأس الحربي الرئيسي ليخترق عدة طبقات من الحماية.
الاستخدامات:
يمكن إطلاقه من طائرات مقاتلة على مسافات بعيدة دون الحاجة لاختراق المجال الجوي للعدو.
قادر على تجاوز منظومات الدفاع الجوي والطيران على ارتفاعات منخفضة لتجنب الكشف.
يستخدم لمهاجمة الأهداف الاستراتيجية البعيدة مثل مراكز القيادة، والطرق، ومخازن الإمدادات.
ويُعتبر من أحدث وأدق الصواريخ في القوات الجوية الألمانية، ويُقدر سعر الصاروخ الواحد بحوالي مليون يورو.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز