تقنية

جمعية الإمارات للطبيعة.. من مبادرة محلية لمنصة مناخ عالمية


تحتفل دولة الإمارات، بـ “يوم البيئة العالمي 2025” الذي يصادف الخامس من يونيو/ حزيران من كل عام، مؤكدة التزامها الراسخ بحماية البيئة، وتعزيز مسيرة الاستدامة في ظل التحديات البيئية المتزايدة عالمياً.



وتحمل احتفالات هذا العام شعار “التغلب على تلوث البلاستيك”، حيث تسلط الدولة الضوء على جهودها الحثيثة للحد من التلوث البلاستيكي، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التحول نحو بدائل صديقة للبيئة، ضمن توجهها الوطني نحو الاقتصاد الدائري والتنمية المستدامة.

وتتضمن الفعاليات المقامة بهذه المناسبة تنظيم حملات توعوية، وورش عمل تعليمية، ومبادرات بيئية مجتمعية، بمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني، بهدف تحفيز المشاركة الفاعلة في حماية البيئة والحد من البصمة البيئية.

25 عاما على التأسيس

وفي هذا السياق، تحتفل جمعية الإمارات للطبيعة بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة بمرور 25 عاماً على تأسيسها، مجددة التزامها بحماية النظم البيئية في الدولة والمنطقة، مستلهمة رؤيتها من إرث الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، في صون البيئة وحفظ التنوع البيولوجي.

وتجدد دولة الإمارات في هذه المناسبة التأكيد على دورها القيادي إقليمياً ودولياً في العمل المناخي، وسعيها إلى بناء مستقبل أكثر استدامة ومرونة يرتكز على الابتكار والشراكات الفاعلة، ويحقق التوازن بين حماية البيئة وتحقيق النمو الاقتصادي.

وأكدت ليلى مصطفى عبد اللطيف المدير العام للجمعية، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” ، أن المسيرة التي بدأت عام 2001 كمبادرة محلية تطورت اليوم إلى منصة وطنية ترتبط بالحركة البيئية العالمية، وتؤدي دوراً متنامياً على المستويين الإقليمي والعالمي، لنقل الدروس المستفادة والشراكات الناجحة من الإمارات إلى العالم.

وقالت إن الجمعية انطلقت بهدف حماية التراث الطبيعي للدولة، ونجحت على مدار ربع قرن في ترسيخ نموذج يرتكز على العلم والمجتمع والتعاون، مشيرة إلى أن الجمعية تسعى الآن إلى تعميم هذا النموذج في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من خلال مشاريع وشراكات إستراتيجية.

ولفتت إلى أن استضافة الإمارات مؤخراً للمؤتمر الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي”AP25″ التابع للصندوق العالمي للطبيعة بمشاركة ممثلين عن 30 مكتبًا إقليميا، يعد محطة مفصلية لتأكيد دور الإمارات في دعم العمل البيئي المشترك.

حلول علمية طويلة الأمد 

واستعرضت عبد اللطيف عدداً من أبرز إنجازات الجمعية والتي شملت، تطوير حلول علمية طويلة الأمد في مجالات الطبيعة والمناخ بالتعاون مع مختلف القطاعات ، مشيرة إلى العمل على حماية النظم البيئية وتعزيز الأمن المائي والغذائي، وإلهام الأفراد ليصبحوا هم أنفسهم سفراء للطبيعة.

وأوضحت أن الجمعية نفذت مبادرات ميدانية رائدة بمشاركة آلاف الأفراد من الشباب والمتطوعين مثل “برنامج قادة التغيير” و”تواصل مع الطبيعة”، وشاركت في مشاريع محورية مثل تقييمات الكربون الأزرق، واستعادة أنظمة الري التقليدية والزراعة الذكية مناخيًا، وتطوير نماذج للسياحة البيئية تماشياً مع إعلان عام 2024 “عام المجتمع”.

وحول دور الجمعية في تعزيز المرونة المناخية، قالت إن التغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي يشكلان تحديات مترابطة، مشيرة إلى أن 83% من الكوارث العالمية خلال العقد الماضي كانت ناجمة عن الطقس المتطرف.

وأكدت أن الجمعية تعمل من خلال مبادرة “تعزيز مرونة المجتمعات أمام التغير المناخي” على إيجاد حلول متكاملة تربط بين التكيّف المناخي وتقليل أخطار الكوارث واعتماد الحلول القائمة على الطبيعة.

وأوضحت أن هذه الحلول تشمل “استعادة الشعاب المرجانية وأشجار القرم لحماية السواحل”، و “إعادة التشجير وإدارة المياه لضمان الأمن المائي”، و “دعم الزراعة الذكية والصيد المستدام بقيادة النساء والشباب”.

الاستجابة للأزمات

وشددت عبد اللطيف على أن العمل الخيري يجب أن يتحول من الاستجابة للأزمات إلى الاستثمار الوقائي، مشيرة إلى أهمية توجيه التمويل نحو تعزيز مرونة المجتمعات وحماية النظم البيئية قبل تفاقم الأزمات.

وأوضحت أن الجمعية من خلال شراكاتها ضمن تحالف الصندوق العالمي للطبيعة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (AP25)، تعمل على تطوير نماذج شراكة ترتكز على مبدأ “من آسيا ولآسيا”، لضمان وصول الدعم للمجتمعات الأكثر عرضة للمخاطر قبل أن تتحول إلى كوارث واسعة النطاق.

وأكدت أن الجمعية تخطط لتوسيع نطاق مشروعاتها الناجحة محلياً وتكييفها دولياً بهدف تحقيق أثر مضاعف ومستدام، لافتة إلى أن الجمعية تؤمن بأن بناء المستقبل البيئي المستدام يتطلب شراكة شاملة تجمع الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني مع تمكين الطاقات الشابة.

وأضافت عبد اللطيف أن الجمعية بفضل ربع قرن من العمل الميداني والشراكات الفاعلة، تتطلع لأن تكون جزءا من الحلول البيئية العالمية، وتسهم في ترسيخ الريادة البيئية لدولة الإمارات، ليس فقط محلياً بل على الساحة الدولية.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى