صديق أم عدو؟.. الذكاء الاصطناعي في ميزان الخبراء بمنتدى هيلي

اعتبر خبراء أن الذكاء الاصطناعي يمثل تحديا وفرصة في الوقت ذاته، مؤكدين ضرورة التعامل مع هذه التقنية بحذر ومسؤولية للحفاظ على القيم الثقافية والاجتماعية.
جاء ذلك في جلسة حوارية ضمن فعاليات النسخة الثانية من منتدى “هيلي” الدولي تحمل عنوان “صديق أم عدو: الذكاء الاصطناعي ومستقبل الحوكمة والمجتمعات والثقافة”، شارك فيها نخبة من الخبراء والأكاديميين.
خالد النعيمي، مدير عام المؤسسة الاتحادية للشباب في دولة الإمارات، قال إن “أثر التكنولوجيا يزداد في شتى القطاعات يوما بعد يوم، وستمتد تأثيرات الذكاء الاصطناعي إلى أجيال المستقبل”.
غير أنه اعتبر أن “هذا التحول ينبغي ألا يمس قيمنا وثقافتنا، ولا سيما في ظل استخدام البيانات المستقاة من مصادر أخرى لا تشاركنا القيم نفسها”.
وأضاف النعيمي: “سيتحول التعليم في يومنا هذا إلى مهارات للتعلم مدى الحياة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل سيلبي هذا التعليم متطلبات المستقبل التي يأملها منه القادة الحاليون؟”.
من جانبه، رأى الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية بجامعة دبي أن “المشكلة لا تكمن فيما تحدثه تقنيات الذكاء الاصطناعي من زعزعة واضطراب، بل في كيفية التعامل مع هذا التحدي بمسؤولية وحكمة”.
وأشار الظاهري إلى أن “عمر المهارات الوظيفية كان يمتد إلى خمسة أعوام، أما اليوم فلا يكاد يتجاوز عامين، لذا فإن الأهم من هذه المهارات هو القدرة على الإبداع والتفكير النقدي”.
وتابع: “وهذا ما يجب أن نعلمه للجيل المقبل؛ حتى يكون مرنًا وصامدًا في مواجهة التحديات. وعلينا أن نتحلى بالحذر والنزاهة الأخلاقية في تعاملنا مع الذكاء”.
بدوره، أكد أحمد الشامسي، الرئيس التنفيذي لشركة “Y71” ومؤسس برنامج “AQM+”، أن “الذكاء الاصطناعي أحدث أثرا بالغا في المجتمع، غير أن التركيز يجب أن يظل منصب على الإنسان الذي بات عليه أن يتكيف بوعي مع هذا التغيير”.
وأوضح الشامسي أنه “لا بد لنا من إرساء توازن دقيق بين المخاطر والفرص، إذ لا يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي من دون تمحيص وتدقيق، وبوسعنا التخفيف من حدة التحديات بفاعلية”.
وتحت شعار “إعادة ضبط النظام العالمي: التجارة، التكنولوجيا، الحوكمة”، انطلقت أمس الإثنين، النسخة الثانية من منتدى هيلي، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بمشاركة دولية واسعة، وبتنظيم من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية.
ويهدف المنتدى، الذي يختتم أعماله اليوم، إلى إثراء النقاشات الاستراتيجية في دولة الإمارات، وتقديم إضافات علمية وبحثية، والإسهام في تحديد ملامح البيئة العالمية في ظل التحولات السريعة والعميقة التي تعيد تشكيل المشهد العالمي خلال المرحلة الحالية.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز