أزمة جديدة بين واشنطن وبروكسل.. ترامب يهدد برد تجاري بعد تغريم غوغل

يبدو أن الصراع الأوروبي-الأمريكي على النفوذ في قطاع التكنولوجيا يتجه نحو مزيد من التعقيد، وسط غياب مؤشرات على تهدئة قريبة.
فقد تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إثر قرار المفوضية الأوروبية بفرض غرامة قدرها 2.95 مليار يورو (3.5 مليار دولار) على شركة “غوغل” الأمريكية. وفرضتا الغرامة بسبب ممارسات احتكارية تتعلق بتفضيل خدماتها الإعلانية على حساب المنافسين. القرار الأوروبي أثار غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لوّح بفرض رسوم جمركية انتقامية على السلع الأوروبية، واصفًا العقوبة بأنها “غير عادلة” وتستهدف الابتكار الأمريكي.
جاءت الغرامة بعد تحقيق بدأ عام 2021 حول سلوك “غوغل” في سوق الإعلانات الرقمية، وخلصت المفوضية إلى أن الشركة تستغل موقعها المهيمن بطريقة تُضعف المنافسة. مفوضة شؤون المنافسة، تيريزا ريبيرا، اعتبرت أن الحل الوحيد يتمثل في اتخاذ إجراءات هيكلية، مثل بيع جزء من وحدة الإعلانات التابعة للشركة.
من جهتها، أعلنت “غوغل” نيتها الطعن في القرار، معتبرة أن العقوبة تضر بالشركات الأوروبية من خلال التأثير على مصادر دخلها الإعلاني. ومن جانبها قالت لي-آن مولولاند، رئيسة الشؤون التنظيمية في “غوغل”، إن القرار “غير مبرر” ويعرقل الاقتصاد الرقمي.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، فقد استغل ترامب القرار الأوروبي ليجدد هجومه على السياسات الأوروبية التي يعتبرها معادية للشركات الأمريكية، ملوّحًا بإجراءات تجارية تشمل فرض رسوم جديدة على المنتجات الأوروبية. هذا التهديد يأتي في وقت حساس، إذ لا تزال واشنطن وبروكسل تتفاوضان بشأن اتفاق تجاري رقمي قد يتأثر سلبًا نتيجة هذا التصعيد.
ورغم التصعيد، هناك تنسيق مستمر بين المفوضية الأوروبية ووزارة العدل الأمريكية لتفادي التعارض في الأحكام التنظيمية. وكانت “غوغل” قد تجنبت مؤخرًا في الولايات المتحدة حُكمًا قضائيًا يجبرها على بيع متصفح “كروم” أو نظام “أندرويد”، لكنها أُمرت بمشاركة بياناتها الإعلانية ومنع توقيع عقود حصرية.
التحقيق الأوروبي الراهن يعيد إلى الأذهان غرامات سابقة على “جوجل”، أبرزها في 2018 حين فُرضت عليها غرامة 4.12 مليار يورو (4.8 مليار دولار). وتعدّ الغرامة الجديدة واحدة من أكبر العقوبات التي تواجهها الشركة حتى الآن.
والتصعيد الأمريكي قد يعيد العلاقات التجارية عبر الأطلسي إلى دائرة التوتر، ويهدد بإفشال جهود التهدئة، في وقت تشهد فيه الأسواق الرقمية تحولات كبيرة. كما قد تتأثر الشركات الأوروبية والأمريكية على حد سواء، نتيجة القوانين والضرائب العابرة للحدود.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==
جزيرة ام اند امز