تقنية

معتز مطر يقفز من مركب «الشعوب».. فشل متكرر يكشف عجز المنصات الإخوانية


أسموها قناة الشعوب، لكنها كانت بوقا لإخوانهم، فعبر أثيرها يبثون ادعاءاتهم الكاذبة، ومن خلال برامجها ينثرون شظايا فكرهم الإرهابي.

أحدها كان البرنامج الرئيسي الذي يقدمه المذيع الإخواني ورئيس تحرير قناة الشعوب معتز مطر، والذي يبدو أنه كان أول وأبرز مغادري قطارها، في إخفاق ثانٍ بعد إخفاقه في قناة «الشرق» التي كانت تبث من تركيا، و«ما خفي كان أعظم».

ففي تغريدة عبر حسابه بمنصة «إكس»، اعتذر المذيع الإخواني الهارب عن تقديم برنامجه «مع معتز»، حتى إن ارتعاش أياديه في كتابة تلك الكلمات، جعلته يخطئ في كتابة اسمه، الذي أورده «معنز» بالنون وليس التاء، وهو الذي يتغنى بلغته العربية الفصحى.

إلا أن «حدثا جللا» يبدو أنه يقف خلف ذلك، ففي محاولة لتبرير أسباب وقف برنامجه على القناة، قال مطر إن وقف البرنامج كان «لظروف خارجة عن إرادتنا»، رغم أن بث القناة لا زال يعمل.

وأطل المذيع الإخواني الهارب، يوم الإثنين، في بث مباشر عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أعاد في بدايته تكرار نفس المزاعم الواهية حول وقف برنامجه، قائلا: «ما إن تنتهي الظروف الخارجة عن إرادتنا.. سنعود للبث مرة أخرى».

فهل وقف البرنامج مقدمة لتحييد أو إيقاف القناة؟

بحسب مراقبين، فإن القناة التي تبث من لندن فشلت في تحقيق الهدف الذي من أجلها أنشئت، رغم أنها لم تكل ولم تمل عن توجيه سهام انتقاداتها للحكومة المصرية وبعض الحكومات العربية.

فشل تزامن مع «انتفاضة» في بلدان أوروبية ضد مخاطر تنظيم الإخوان، وخاصة بريطانيا والتي انطلقت أصوات من الداخل مؤخرًا، تنتقد الصمت الحكومي على التغلغل الإخواني في مفاصل البلد، ومحاولة تقويض العملية الديمقراطية، في سياق اعتبره مراقبون أنه قد يكون يقف وراء إيقاف برنامج مطر.

فماذا نعرف عن قناة الشعوب؟

ذراع إخوانية إعلامية أطلقها تنظيم الإخوان الإرهابي في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2022، من لندن، بعد أن طلبت تركيا من القنوات الإخوانية التي تبث على أرضها «ضبط سياستها التحريرية»، ما اضطر الإعلاميين الإخوانيين إلى إيقاف برامجهم التي كانوا يهاجمون من خلالها النظام المصري، ونقلها إلى يوتيوب أو إلى مواقع بث أخرى، ومنهم معتز مطر الذي أعلن عن تأسيس القناة الجديدة.

ومن مصر مرورا ببلدان المغرب العربي إلى لبنان وسوريا كانت عينا قناة «الشعوب» تتصيد «السلبيات»، متجاهلة أي حراك إيجابي لحكومات تلك البلدان، بهدف تخفيف «المعاناة» عن مواطنيها.

تلك القناة والتي اتخذها مطر ملاذًا وبوقا له ولإخوانه، بعد أن ضاقت به الأرض إثر إيقاف أنقرة برامجهم التي كانت تحمل في ثناياها رسائل «إرهابية»، وادعاءات لا أساس لها من الصحة.

رسائل مسمومة

ومن تركيا إلى بريطانيا، بات تنظيم الإخوان يعول على قناة «الشعوب» كأداة جديدة لبث رسائله «المسمومة» والتحريضية ضد أنظمة الحكم في العالم العربي، ولتحقيق مشروعه التوسعي، والذي مني بضربات ثقيلة على يد شعوب المنطقة، التي انتفضت لاقتلاعه من جذوره، إلا أن آماله تحطمت بفشلها في إحداث أي تأثير أو جماهيرية على أرض الواقع.

فبنظرة على جمهورها ومعلقيها على منصات التواصل الاجتماعي، يتضح أن معظم المعلقين من عناصر تنظيم الإخوان أو أتباعهم، الذين يرددون ما يقال عبر شاشات منابرهم الإعلامية دون تدبر أو تفكر.

فشل متكرر

يقول طارق أبوالسعد، الخبير في شؤون الإخوان، في حديث سابق لـ«العين الإخبارية»، إن المحتوى الإعلامي لجماعة الإخوان تعثر من فترة طويلة، وبالتحديد عندما جرى ربطه بمواقف الإدارة التركية ومآلات السياسة، والذي ترتب عليه انخراط إعلام الجماعة في معركة سياسية دون أي احترام للمهنية.

وتابع: «هذا الخطاب الإعلامي والدور الوظيفي أصبح فاشلا، والجماعة تبحث حاليا عن دور جديد».

فيما يرى الكاتب المصري والباحث في الإسلام السياسي، منير أديب، أن الإخوان الذين يعملون على الإعلام منذ تأسيس التنظيم قبل 100 عام، «يدركون أنهم غير قادرين على إيصال رسالتهم التخريبية والفوضوية إلا من خلال إعلام ينطق بأباطيلهم».

عجز دفع الإخوان إلى إطلاق منصات ومواقع إلكترونية بديلة، من داخل لندن، بعد إغلاق منصاتها في تركيا، فضلاً عن إطلاق نوافذ إعلامية على اليوتيوب، وقنوات فضائية، بحسب تصريحات سابقة للباحث المصري المختص بالإسلام السياسي والإرهاب، عمرو فاروق.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى