عودة «المدمر».. شوارزينيغر في مواجهة تقسيم الدوائر بكاليفورنيا

قبل انتخابات التجديد النصفي المقررة العام المقبل، اشتعلت أزمة إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية الأجواء في الولايات المتحدة.
الأزمة أعادت حاكم كاليفورنيا السابق الجمهوري أرنولد شوارزنيغر إلى المشهد السياسي، إذ يعارض إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية.
ودعا شوارزنيغر الناخبين الأمريكيين إلى “إنهاء التلاعب بالخرائط الانتخابية”، لينضم بذلك إلى شخصيات مثل رئيس مجلس النواب السابق كيفن مكارثي (جمهوري من كاليفورنيا)، والمستثمر تشارلي مونجر، ومشرّعي الحزب الجمهوري في الولاية لمعارضة خطة ديمقراطية قد تمنح الحزب خمسة مقاعد إضافية في مجلس النواب، عبر تجاوز مؤقت للجنة المستقلة لإعادة تقسيم الدوائر التي أُنشئت بجهوده أثناء توليه منصب الحاكم.
ويرى شوارزنيغر في جهود الديمقراطيين تهديدًا لإرثه السياسي، إذ كان من أبرز الداعمين لتأسيس اللجنة المستقلة عامي 2008 و2010 وذلك وفقا لما ذكره موقع “ذا هيل” الأمريكي.
في المقابل، يؤكد الحاكم الحالي لولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم أن الخطة مؤقتة وتهدف فقط للرد على تحركات الجمهوريين في ولاية تكساس، حيث تم تعديل الدوائر الانتخابية بطريقة تمنح الحزب الجمهوري خمسة مقاعد إضافية بعد دعم مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورغم انتماء شوارزنيغر للحزب الجمهوري، إلا أن موقفه يختلف عن التيار الحزبي التقليدي، حيث اشتهر بمواقفه الإصلاحية والتقدمية في بعض القضايا مثل المناخ.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال شوارزنيغر لصحيفة “هيوستن كرونيكل” إن “ما يفعلونه بتكساس خاطئ تمامًا، وما يحاولون فعله بكاليفورنيا خاطئ تمامًا. إنه لا يخدم الشعب إطلاقًا، بل يخدم الحزب”.
وفي مقابلة أجريت معه في منتصف أغسطس/آب، أوضح نجم هوليوود الجمهوري لصحيفة “نيويورك تايمز” أنه يتمتع بعلاقة جيدة مع نيوسوم، وأنه لا يسعى لدعم ترامب، بل يريد الدفاع عن النظام الانتخابي الذي ساهم في بنائه والذي يقوده المواطنون.
وقال “الأمر ليس شخصيًا”، متعهدًا بالنضال من أجل “وعده” بإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية بقيادة المواطنين.
ووصف مايك مدريد، الخبير الاستراتيجي الجمهوري من كاليفورنيا، جهود شوارزنيغر بأنها جزء من إرثه.
ومن المتوقع أن تكون المعركة حول تعديل الدوائر الانتخابية من أكثر الحملات الانتخابية تكلفة وصراعًا في تاريخ كاليفورنيا، إذ تجاوز التمويل حتى الآن 13 مليون دولار لدعم الخطة مقابل 10 ملايين لمعارضتها، وهي الأرقام التي ستتصاعد قبل التصويت المرتقب في 4 نوفمبر/تشرين الأول المقبل.
وفي محاولة لوقف خطة إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية لجأ الجمهوريون أيضًا إلى القضاء، لكن المحاكم رفضت محاولاتهم لوقف الخطة حتى الآن.
من جانبه، أطلق شوارزنيغر حملة رمزية عبر بيع قمصان كتب عليها “دمروا إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية” في إشارة إلى فيلمه الشهير “المدمر” أو “ذا ترميناتور”.
وفي حين يسعى الجمهوريون إلى تصوير الأمر كـ”انقلاب سياسي” من “نيوسوم” يحاول الديمقراطيون تحويل المعركة إلى “استفتاء على ترامب”.
ويرى الخبراء أن تدخل شوارزنيغر يمنح مصداقية أكبر للمعارضة، خصوصًا مع قاعدة الناخبين الديمقراطية الواسعة في كاليفورنيا، حيث لا يُنظر إليه كمجرد فاعل حزبي بل كإصلاحي مدافع عن نزاهة النظام الانتخابي.
وبشكل عام، فإن صراع إعادة تقسيم الدوائر في كاليفورنيا يتجاوز حدود الولاية ليصبح جزءًا من معركة وطنية أوسع بين الديمقراطيين والجمهوريين حول السيطرة على الكونغرس في الانتخابات المقبلة 2026، وسط أجواء مشحونة مع احتمال تدخل ترامب بثقله السياسي في المعركة.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==
جزيرة ام اند امز