إخوان مصر و«السجون».. شائعات بلا مفاتيح و«أكاذيب» لن تسقط الأحكام

لم يكد يمر يوم حتى يطل تنظيم الإخوان الإرهابي برأسه، لينفث سمومه هنا وهناك، مُراهنا على الأكاذيب بوصفها آخر ما تبقى له من ترسانة.
فتنظيم الإخوان الإرهابي، الذي لفظه الشارع المصري بثورة اقتلعته من جذوره قبل أكثر من عقد، ما زال يعيد تدوير خطابه الممجوج، مستعينًا بصفحات إلكترونية مأجورة وأذرع دعائية باتت تُجيد فقط النفخ في الرماد.
فما الجديد؟
في أحدث فصول العبث، روّجت الصفحة الرسمية لتنظيم الإخوان الإرهابي ومنصاته التابعة، إشاعة حول أوضاع مراكز الإصلاح والتأهيل، في مسعى لإخراج قيادييه القابعين داخل أسوار السجون، بعد إدانتهم بارتكاب أعمال عنف وأرهاب.
وحاول التنظيم الإشارة إلى عدم «عدالة» المحاكمات التي أدين على إثرها قادته، متغافلا عن سلسلة من إجراءات التقاضي كفلت للمتهمين حقوق الدفاع، قبل صدور أحكام الإدانة النهائية.
مساعٍ يهدف من خلالها التنظيم الإرهابي إلى التشكيك في المنظومة القضائية والأمنية، لكن ما يغيب عن الإخوان أن وعي المصريين لم يعد هشًا، وأن مؤسسات الدولة باتت تقرأ تكتيكاته قبل أن يُطلقها، وتُجهضها حيث وُلدت.
ففي بيان نشرته الصحفة الرسمية لوزارة الداخلية المصرية، نفى مصدر أمني جملةً وتفصيلاً صحة ما تم تداوله على إحدى الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية بمواقع التواصل الاجتماعى من إدعاءات بشأن إضراب بعض النزلاء لوجود انتهاكات داخل أحد مراكز الإصلاح والتأهيل.
وأكد المصدر أن ذلك يأتي في «إطار سلسلة الادعاءات التي دأبت على ترويجها جماعة الإخوان الإرهابية تكريساً لمحاولاتها اليائسة لإثارة البلبلة والنيل من حالة الاستقرار التى تنعم بها البلاد والتى يعيها الشعب المصرى بعد أن فقدت مصداقيتها بأوساط الرأي العام».
وشدد على أن مراكز الإصلاح والتأهيل تتوافر بها كافة الإمكانيات المعيشية والصحية للنزلاء وفقاً لأعلى المعايير الدولية.
سر اللجوء للشائعات
وبحسب مراقبين، فإن «الإخوان» أنشأ لجانا إلكترونية متخصصة في نشر دعاية التنظيم وشائعاتها، أملا في أن يؤدي ذلك إلى تهييج الشارع المصري أو على الأقل إفقاده الثقة بالبيانات التي تصدر عن الجهات الرسمية والإيحاء له بأن هناك ما يُخفى عنه.
بداية تنظيم هذه اللجان في صورتها الحالية، كان في عام 2015، كجزء مما عُرف بخطة الإنهاك والإرباك والحسم، التي وضعتها «لجنة الخطة» التابعة للجنة الإدارية العليا الأولى للجماعة التي أدارت الأمور بدلا من مكتب الإرشاد من فبراير/شباط 2014-مايو/أيار 2015، بحسب مراقبين.
لجان يعمل بها مجموعة من كوادر جماعة الإخوان وتقوم على نشر الشائعات واستهداف أعداء الجماعة في مصر وخارجها بالتشويه ونشر الأخبار المغلوطة والكاذبة عنهم، وترويجها على نطاق واسع،.
ماكينة التضليل
استراتيجية إخوانية تعتمد على نشر المواد الدعائية غير الدقيقة بشكل متكرر وسريع على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى شاشات القنوات الإخوانية.
وتلعب اللجان الإلكترونية دورا بارزا في ترويجها، ويعد اختيار أكثر من قناة وموقع ووسيط اتصالي جزءا من المحددات الرئيسية لاستراتيجية التضليل والشائعات الإخوانية، بحسب مصادر لـ«العين الإخبارية».
في هذه الاستراتيجية يتم نشر معلومات مغلوطة بالكامل أو مبتورة من سياقها، وفي بعض الأحيان القيام بتعديلات على الصور والفيديوهات بواسطة (التزييف والتزييف العميق) من أجل نشر فكرة أو انطباع معين لدى الجماهير.
هذه الشائعات تتسم بأنها سريعة ومواكبة مع الأحداث، بهدف إحداث أقصى قدر من التأثير لدى الجماهير، وفي بعض الأحيان تستهدف حصول ما يُعرف بـ«تأثير النائم»، وفي هذا النوع من التأثير يروج متلقو الشائعات المعلومات التي استقوها من وسائل الإعلام الإخوانية متناسين المصدر، ويروجونها باعتبارها حقائق ثابتة، وهذا قد يؤثر في انطباعات الناس والصورة العامة المتكونة لديهم.
سر الانتشار
يقول اللواء الدكتور طارق جمعة، الباحث في الإسلام السياسي، في تصريحات سابقة لـ«العين الإخبارية»، إن هناك أسبابا تكنولوجية أسهمت في انتشار الشائعات وأيضا أسبابا سيكولوجية واجتماعية لا سيما في العصر الحالي الذي يلجأ فيه عدد كبير من الناس لاستقاء المعلومات من الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها موقعا “فيس بوك” وإكس” (تويتر سابقًا).
وأوضح أن ترويج الشائعات عبارة عن استراتيجية وضعتها قيادة الإخوان بهدف إحداث خلخلة في البنية والكيان الاجتماعي في مصر، مشيرًا إلى أن هذه استراتيجية مُتبعة منذ سنوات يتم توجيهها من قيادة الجماعة العليا وتطبيقها من الكوادر القاعدية التي تعمل على تنفيذ هذه الاستراتيجية بدقة.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز