فيلم «حيوانات خطرة».. عودة «الوحش الأزرق» بلمسة فكاهية

في مزيج درامي بين التهديد الغريزي والفكاهة السوداء، يعود القرش إلى الشاشة الكبيرة ككائن مفترس لا يُستهان به، ولكن بعين ساخرة ونفَس مختلف في فيلم المخرج الأسترالي شون بيرن الجديد Dangerous Animals، الذي يُعيد صياغة الرعب الكلاسيكي على إيقاع السخرية.
يشكّل Dangerous Animals، ثالث أفلام شون بيرن الطويلة، عودة جريئة إلى ثيمة القرش المفترس في السينما، ولكن من زاوية غير مألوفة؛ إذ يمزج بين التشويق النقي والسخرية، ويقترح على المُشاهد تجربة مركبة تستدعي الخوف والضحك في آنٍ واحد.
وشارك الفيلم في قسم “أسبوعية المخرجين” خلال فعاليات مهرجان كان السينمائي الذي أُقيم في مايو/ أيار الماضي، حيث حظي باستقبال حماسي لافت على الكروازيت. هذا الاستقبال، الذي وصفته صحيفة لوموند الفرنسية بأنه “طفولي”، بدا وكأنه لحظة تحرر مؤقت من وقار الأعمال الفنية نحو مغامرة محفوفة بالإثارة، يستعيد بها الجمهور ذكريات السينما كمساحة للتشويق الصافي، والبقاء على قيد الحياة افتراضياً.
لا يكتفي بالتسلية: الرعب كمرآة فنية
لكن فيلم بيرن لا يتوقف عند حدود الترفيه. فالرعب هنا ليس مجرد وسيلة لصنع الصراخ أو المفاجآت السريعة، بل بناء سردي متقن يكشف عن الحكايات المصغّرة التي تعبّر عن مزاج المرحلة. وبحسب النقاد، فإن “الرعب الجيد” هو ذاك الذي يقدّم أكثر من مجرد رعب بصري، بل يُقارب مفاهيم البقاء والمخاوف العصرية بلغة سينمائية مدروسة.
منذ أن طرح ستيفن سبيلبرغ تحفته Jaws (الفك المفترس) عام 1975، أصبح القرش رمزًا دائمًا للرعب في المخيلة السينمائية العالمية. ومنذ ذلك الحين، تعرّض هذا الرمز لتحولات عدّة: من الواقعية المشحونة كما في فيلم The Reef للمخرج أندرو تراوكي عام 2010، إلى السخرية الفاقعة في سلسلة Sharknado التي تحوّلت إلى ظاهرة ثقافية منفصلة بذاتها.
رؤية بيرن: ضحك على حافة الخطر
يرى شون بيرن في القرش أكثر من مجرد كائن بحري قاتل؛ إنه استعارة متحركة للغريزة والرعب، ولكن مع قابلية لأن يُسخَر منه. في Dangerous Animals، تُبنى المشاهد على حافة الخطر، وتدعوك للضحك وأنت تراقب شخصيات تحاول النجاة، أحيانًا ببطولة حقيقية، وأحيانًا برعونة مقصودة. الفيلم لا يتنكّر لتراث الرعب السينمائي، بل يُعيد تدويره بلغة مرحة، ويحوّله إلى مساحة للّعب الفني دون أن يفقد هيبته.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==
جزيرة ام اند امز