2 مليون فلسطيني في 15% من مساحة غزة.. 36 ألف شخص لكل كيلومتر مربع

بات أكثر من 2 مليون فلسطيني يعيشون على 15% فقط من مساحة غزة، وهو ما يعكس واقع الحال في القطاع.
وتبلغ المساحة الكلية لقطاع غزة حوالي 365 كيلومترًا مربعًا، ما يعني أن نحو 55 كيلومترًا مربعًا فقط باتت متاحة لعيش جميع سكان القطاع، أي أن نحو 36 ألف شخص يتقاسمون كل كيلومتر مربع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان تلقته “العين الإخبارية”، الجمعة، إنه “حاليًا، يسيطر الجيش عملياتيًا على حوالي 65% من مساحة قطاع غزة”.
ولكن الأمم المتحدة تقول إن المساحة التي صنفها الجيش الإسرائيلي على أنها منطقة قتال خطيرة تصل إلى 85% من مساحة قطاع غزة.
وما زال بعض الفلسطينيين يرفضون مغادرة المناطق الخطرة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” في تقرير تلقته “العين الإخبارية”، الجمعة: “حتى يوم 2 تموز/يوليو، كان 85 في المائة من أراضي قطاع غزة تقع داخل مناطق عسكرية إسرائيلية أو تخضع لأوامر النزوح التي تتداخل مع بعضها بعضًا إلى حد كبير”.
وأضاف: “بين يومي 25 يونيو/ حزيران و2 يوليو/ تموز، أصدر الجيش الإسرائيلي ثلاثة أوامر تقضي بنزوح السكان من مناطق في محافظات خان يونس ودير البلح وشمال غزة وغزة، وتغطي هذه الأوامر مجتمعةً مساحة تصل إلى 14.4 كيلومتر مربع”.
وتابع: “وأفادت مجموعة فريق إدارة المواقع بأن 28,660 شخصًا نزحوا بين يومي 29 و30 يونيو/ تموز”.
وطبقًا للتقرير، فإنه “منذ يوم 18 مارس/ آذار، أصدر الجيش الإسرائيلي 50 أمرًا بالنزوح، أخضعت نحو 282.4 كيلومتر مربع أو ما نسبته 78 في المائة من مساحة قطاع غزة، لأوامر النزوح”.
ثلث سكان غزة نزحوا خلال 3 أشهر
ووفقًا لتقرير “أوتشا”، فإنه “نزح ما يزيد عن 714,000 شخص، أو ثلث سكان قطاع غزة، على مدى الأشهر الثلاثة الماضية”.
وقال: “وفقًا لمجموعة إدارة المواقع، فقد نزح ما يزيد عن 714,000 فلسطيني في غزة بين يومي 18 مارس/ آذار و1 يوليو تموز”.
ولا تشمل هذه المعطيات إنذار إخلاء أصدره الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، ويشمل منطقة مدينة خان يونس في بلوكات 107، 108، 109، 110، 111، 112 والجزء الشرقي في بلوك 88، وهو ما يضيق أكثر فأكثر المناطق التي يُسمح للفلسطينيين بالبقاء فيها.
أين يذهب الفلسطينيون؟
يشير “أوتشا” إلى أنه “مع انعدام وجود الأماكن الآمنة، لجأ الكثير من الناس إلى مواقع مكتظة لالتمس المأوى فيها، وإلى مراكز الإيواء المؤقتة، والبنايات المتضررة، والشوارع، والمناطق المفتوحة. وبات الناس محصورين في أماكن تتضاءل باستمرار”.
وفي حين يطلب الجيش الإسرائيلي من السكان التوجه إلى منطقة “المواصي”، غرب خان يونس، باعتبارها منطقة إنسانية آمنة، فإن التقارير تشير إلى أنها ليست آمنة فعلاً.
وقال “أوتشا”: “يواصل الجيش الإسرائيلي شن هجمات عسكرية مكثفة على منطقة المواصي غرب خان يونس، ويبدو أن العديد من هذه الهجمات استهدفت بشكل مباشر خيامًا مؤقتة وأسفرت عن مقتل أسر بكاملها، في الوقت الذي يوجّه فيه الجيش الأوامر إلى الفلسطينيين في مناطق أخرى في غزة بالانتقال إلى «مراكز الإيواء المعروفة» في المواصي”.
مضاعفة عدد سكان “المواصي”
ويلفت في هذا السياق إلى “تضاعف عدد سكان منطقة المواصي، التي تبلغ مساحتها نحو تسعة كيلومترات مربعة، أكثر من ثلاث مرات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وذلك من نحو 115,000 إلى ما يربو على 425,000 نسمة، بسبب مواصلة إصدار أوامر النزوح وتصاعد العمليات العسكرية في رفح وخان يونس”.
وقال: “تُقدَّر الكثافة السكانية في هذه المنطقة حاليًا بنحو 48,000 شخص في الكيلومتر المربع الواحد، ويعيش هؤلاء كلهم تقريبًا في خيام مؤقتة مصنوعة من مواد بسيطة للغاية”.
وأضاف: “وبين يومي 18 مارس/ آذار و16 يونيو/ حزيران 2025، سجّل مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان 112 هجومًا على منطقة المواصي، أسفرت عن مقتل 380 شخصًا، من بينهم ما لا يقل عن 158 امرأة وطفلًا”.
كما أشار إلى أنه “بين يومي 26 يونيو/ حزيران و1 يوليو/ تموز، قُصف ما لا يقل عن 10 مدارس كانت تؤوي أشخاصًا نازحين، من بينها مدرستان تلقتا تحذيرًا قبل تعرضهما للقصف”.
وقال: “أسفرت هذه الهجمات عن مقتل 29 شخصًا على الأقل، ووقوع إصابات ونزوح عشرات الأسر، ومع ذلك، عاد الكثير من الأسر إلى بعض المدارس المتضررة بسبب عدم توفر مراكز بديلة تجد المأوى فيها”.
استهداف في رحلة الحصول على الطعام
وفقًا للأمم المتحدة، فإنه “لا تزال التقارير تفيد بسقوط أعداد كبيرة من الضحايا في كل يوم خلال الأسابيع الخمسة المنصرمة عندما يقترب الناس من مواقع التوزيع التي تتسم بطابع عسكري ولا تتبع للأمم المتحدة أو يتجمعون على مقربة منها، أو وهم ينتظرون على الطرق التي تحددها السلطات الإسرائيلية للأمم المتحدة لاستلام الشاحنات المحملة بالمساعدات”.
وقال: “في 1 يوليو، أشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن 583 شخصًا قُتلوا بين يومي 27 مايو و28 يونيو، وكان من بينهم أطفال (16 في المائة) ونساء (2 في المائة) وكبار في السن (2 في المائة). ويشمل هذا العدد 408 أشخاص قُتلوا في أحداث مرتبطة بمواقع التوزيع التي تتسم بسمة عسكرية، و175 آخرين قُتلوا أثناء انتظار قوافل المساعدات”.
انهيار وشيك في العمليات الإنسانية
وتحذر الأمم المتحدة من أنه “من المتوقع انهيار العمليات الإنسانية في وقت وشيك في حال عدم إدخال إمدادات الوقود إلى قطاع غزة”.
وقالت: “جرت تخصيص جميع كميات الوقود التي استُعيدت من الاحتياطيات المتاحة داخل غزة للمنظمات الشريكة العاملة في المجال الإنساني والعمليات الإنسانية، مما يعني عدم توفر أي إمدادات وقود لعمليات التوزيع حاليًا”.
وأضافت: “ونتيجة لذلك، تواجه الخدمات المنقذة للحياة، بما فيها خدمات الصحة والمياه والصرف الصحي والاتصالات وخدمات الحماية، الخطر الوشيك بتوقفها التام، بما يشمله ذلك من جملة أمور: تسليم الإمدادات الغذائية وتوزيعها، مما يزيد من خطر المجاعة”.
كيف تؤثر على المفاوضات؟
تقول إسرائيل إن الحرب المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحديدًا منذ 18 مارس/آذار الماضي، تهدف إلى الضغط على حماس من أجل إعادة الرهائن الإسرائيليين.
وتشير تقديرات في إسرائيل إلى أن الضغط على السكان في غزة من خلال تقليص المساحات من شأنه أن يدفع السكان للضغط على حماس للقبول بالاقتراحات المعروضة عليها لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وتشير تقديرات في غزة إلى أن ثمة ضغوطًا من السكان في غزة على حركة حماس للقبول بالعرض المقدم إليها، حتى لو لم يُلبِّ جميع المطالب، من أجل وقف ما يتعرضون له من الجيش الإسرائيلي.
وفي حال تطبيق وقف إطلاق النار، فإن الجيش الإسرائيلي سينسحب من مناطق واسعة في غزة، ويسمح بإدخال المساعدات الإنسانية، ويوقف هجماته الجوية والبرية والبحرية على القطاع.
ومنذ الإعلان عن قرب التوصل إلى اتفاق قبل أيام، قال السكان في غزة والجيش الإسرائيلي إن الهجمات على مختلف أرجاء قطاع غزة قد ارتفعت بشكل غير مسبوق.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان تلقته “العين الإخبارية”، الجمعة: “تعمل قوات الفرقة 98 منذ أسبوع في محيط مدينة غزة، وتواصل قوات الفرقة 99 نشاطها في شمال قطاع غزة، كما تواصل قوات الفرقة 162 نشاطها في شمال القطاع، وتواصل قوات الفرقة 36 العمل في محيط خان يونس، وتواصل قوات فرقة غزة (143) نشاطها في محيط رفح”.
وأضاف: “خلال الساعات الأخيرة، أغارت طائرات سلاح الجو على نحو 100 هدف في أنحاء قطاع غزة، دعمًا للقوات العاملة على الأرض. من بين الأهداف التي تم استهدافها: منصات إطلاق، مبانٍ عسكرية، مخازن وسائل قتالية”.
ويكاد يكون هذا الحشد العسكري الإسرائيلي غير مسبوق منذ أكثر من عام.
وبالتوازي مع ذلك، ومع الارتفاع الكبير في عدد القتلى الفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة بمعدل يزيد عن 100 يوميًا، فقد لوحظ أيضًا ارتفاع ملحوظ في عدد القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي.
فقد أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أن الجندي أساف زامير، جندي في كتيبة 53 التابعة للواء المدرعات 188، قُتل صباح اليوم في خان يونس جنوبي قطاع غزة خلال عملية عسكرية.
ووفق التقديرات الأولية، أطلق عنصر مسلح صاروخًا مضادًا للدروع نحو دبابة زامير، ما أدى إلى مقتله وإصابة اثنين من زملائه بجراح خطيرة، إضافة إلى إصابة ضابط كان يقود الدبابة ويشارك في عملية الإخلاء. ويُجرى التحقيق أيضًا في احتمال أن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة.
وخلال عملية إنقاذ المصابين، أُطلق وابل ناري آخر نحو القوة التي وصلت إلى المكان.
وفي وقت سابق من اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل الجندي يائير إلياهو (19 عامًا) بعد أن سقطت آلية هندسية في حفرة واصطدمت بآلية أخرى كان يديرها إلياهو في شمال قطاع غزة خلال عملية عسكرية، ما أدى إلى مقتله.
كم عدد الجنود القتلى والجرحى؟
وفي الأسابيع الأخيرة، باتت الأنباء عن مقتل وإصابة جنود في قطاع غزة شبه يومية.
ويشير الجيش الإسرائيلي إلى مقتل 883 جنديًا منذ بداية الحرب على غزة، بينهم 439 على أرض غزة.
كما يفيد عن إصابة 6032 جنديًا منذ بداية الحرب على غزة، بينهم 2745 على أرض قطاع غزة.
وتزيد الأنباء عن مقتل وإصابة جنود من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق.
وقالت عيناف تسنغاوكر، والدة الجندي ماتان، الرهينة في غزة: “لقد سقط الكثير من الضحايا، وسقط الكثير من الجنود في حرب غزة. يجب أن نوقف هذا. لا نريد أن نرى المزيد من العائلات تدخل في دوامة الحزن. علينا إنقاذ الرهائن الأحياء وإعادة الموتى قبل أن يختفوا إلى الأبد”.
وأضافت في وقفة أمام السفارة الأمريكية، بمناسبة يوم الاستقلال الأمريكي، وقبل اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن يوم الاثنين: “بعد أن انتهينا من لبنان وإيران، علينا الآن أن ننهي ملف غزة. أعيدوا ماتان وجميع الرهائن إلى ديارهم، وأنهوا الحرب”.
وتابعت: “عزيزي الرئيس ترامب، نعتمد عليك لإطلاق سراح جميع الرهائن الخمسين وإنهاء الحرب، ونطلب منك مواصلة الضغط – باستخدام صوتك وقوتك – للتوصل إلى اتفاق شامل يجمع شمل جميع عائلات الرهائن بأحبائهم”.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز