ضفادع بورنيو تجذب أنظار السياح.. جواهر خضراء في الغابة المطيرة (صور)
ليست القرود الكبيرة والفيلة والأفاعي ما يُدهش السائحة البريطانية لورين هيوود خلال استكشافها الغابة المطيرة في بورنيو، بل حيوان أصغر حجما بكثير هو ضفدع.
وفقا لوكالة “فرانس برس” تنجذب أعداد متزايدة من الأشخاص إلى صيد الحيوانات البرمائية الغريبة الموجودة في ولاية ساراواك الماليزية وتحديدا في غابة بورنيو، الجزيرة الكبيرة التي تتقاسمها ماليزيا وإندونيسيا وسلطنة بروناي.
وبحسب متخصصين يُطلق عليهم اسم علماء الزواحف، لا تُضاهي متنزه كوباه الوطني الذي يبعد حوالى نصف ساعة بالسيارة عن عاصمة الولاية كوتشينغ، إلا أماكن قليلة في العالم.
تضم هذه المحمية بعضا من أصغر أنواع الضفادع وأكثرها غرابة في العالم.
ويقول محمد تاج الدين، أحد حراس متنزه كوباه، في حديث عبر وكالة فرانس برس، إنّ “أعدادا متزايدة من الناس يأتون لرؤية ضفادعنا”.
180 نوعا
تبدأ الجولة عند الغسق. يقود دومينيك جيكي، وهو مرشد من مجموعة داياك الأصلية، رحلة مشيا لمدة 45 دقيقة إلى جبل سيرابي، أعلى قمة في المنطقة.
تضم المحمية بركة بحجم حوضَي سباحة تحيط بها أشجار معمّرة. ويقول العلماء إنها موطن تكاثر رئيسي لجزء كبير من أنواع الضفادع والعلاجيم البالغ عددها 180 نوعا والموجودة في بورنيو، ثالث أكبر جزيرة في العالم.
تظهر عشرات الأنواع على السطح، مغمورة في مياه مضاءة بمصابيح، أو جاثمة على أوراق شجر أو أغصان أو جذوع أشجار، فيما تبدو هادئة وغير مبالية بالزوار.
يقول جيكي (64 عاما)، وهو حارس حديقة متقاعد أصبح يعمل كدليل لصيد الضفادع “هناك شيء مميز هنا”، مضيفا إنّ “الناس يزورون المتنزه لأنّ مناطقهم لا تضم الأنواع الموجودة لدينا هنا”.
ومن أبرز ما شاهدناه في هذه الزيارة ضفادع هارلكوين، ذات اللون الوردي والبطون المرقطة، وضفادع الأشجار الصغيرة ذات الآذان والأنوف المدببة، والضفادع البيضاء الشفاه التي تتميز بظهور خضراء مع خط أبيض على طول فكها السفلي.
لكن لا يوجد في المتنزه أي أثر لأحد أشهر أنواع الضفادع في بورنيو، وهو ضفدع النهر العملاق المسمى بـ”فروغزيلا” لحجمه الذي يقارب حجم طبق.
يقول جيكي، وهو يوجّه مصباحه اليدوي على عيني حيوان برمائي: “ثمة واحد من أصغر أنواع الضفادع في العالم، يتكاثر داخل النباتات اللاحمة”.
وُصف ضفدع ماتانغ صاحب الفم الضيق رسميا من جانب علماء الزواحف الماليزيين والألمان عام 2010 بعد اكتشافه في كوبا. ولا يتخطى طوله عند مرحلة البلوغ 11 مليمترا.
إزالة الغابات والصيد الجائر
يُمثل تزايد شعبية ضفادع الغابات فرصة لعلماء البيئة لتسليط الضوء على التهديدات الخطرة التي تواجهها هذه الحيوانات.
وبحسب العلماء، تُشكل إزالة الغابات والتغير المناخي والصيد الجائر ضغوطا كبيرة على أعداد ضفادع الجزيرة.
في العام 2022، قالت الباحثتان في جامعة سراواك نور هدايا ذو الكفلي ورملة زين الدين “حتى التغيرات الطفيفة في درجات الحرارة والمناخ يُمكن أن تؤثر على استمرار أنواع الضفادع في موئل معين”.
لا تزال إزالة الغابات في سراواك كبيرة ومستمرة، بحسب إحصاءات منظمة “غلوبال فورست ووتش”، ويعود السبب تحديدا إلى الاستفادة من الأخشاب وإفساح المجال لحقول زيت النخيل.
تؤكد حكومة ساراواك دعمها لحركات حفظ البيئة المجتمعية الرامية إلى حماية البرمائيات. وتُشير السلطات المحلية إلى أنها تُدير محميات طبيعية مثل منتزه كوباه الوطني.
تساهم فعاليات معيّنة في تعزيز التوعية، ومنها سباق بورنيو الدولي السنوي للضفادع، الذي يُطلب فيه من العلماء والعامّة تصوير أكبر عدد ممكن من أنواع الضفادع.
يرى تاج الدين أنّ عامة الناس كلما تفاعلوا مع هذه الحيوانات الفريدة، زاد فهمهم لضرورة حمايتها وحماية بيئتها.
ويقول “أحب الطبيعة. إنّ صيد الضفادع وسيلة فريدة لمشاركة هذا الشغف مع مختلف زوارنا”.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز
