الإخوان في قلب عاصفتي واشنطن وباريس.. التصنيف «إرهابية» يقترب

عبر ما يُسمى بـ«التحايل الناعم» على قيم الجمهورية الفرنسية، تمد جماعة الإخوان المسلمين جذورها في قلب عاصمة النور، متغلغلة في مفاصل المجتمع الأوروبي.
ووسط هذا المد الإخواني الذي تحركه شبكة معقدة من الجمعيات والنفوذ الرمزي الناعم، تتجه باريس نحو مواجهة مفتوحة مع تنظيم وُلد في الشرق لكنه يزدهر في بيئة الغرب.
وفي لحظة تتجاوز حدود فرنسا، تبدأ ملامح اصطفاف غربي أوسع ضد الجماعة، مع عودة مطلب تصنيفها كمنظمة إرهابية إلى أروقة مجلس الشيوخ الأمريكي.
إنها لحظة تقاطع بين الداخل الفرنسي الممزق والهواجس الغربية من صعود جماعة تُتقن فن البقاء وتحوير الخطاب، وتُغلف مشروعها الأيديولوجي بشعارات الديمقراطية، فيما تعمل على صياغة هوية موازية داخل المجتمعات الأوروبية ذاتها.
إجراءات فرنسية
وطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من وزرائه اتخاذ إجراءات للاستجابة في ضوء تقرير تم إعداده «بتكليف حكومي» خلص إلى أن جماعة الإخوان المسلمين تُشكل خطرًا على «نسيج المجتمع والمؤسسات الجمهورية» في فرنسا، وفقا لما ذكرته شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأمريكية.
ورغم أن الحكومة الفرنسية، أعلنت أنها لن تنشر تقريرها كاملًا، إلا أن وكالة رويترز ذكرت أن التقرير «يتهم الإخوان المسلمين بشن حملة سرية عبر وكلاء محليين لتقويض القيم والمؤسسات العلمانية في فرنسا».
ويتردد أن هذه الحملة تُركز على الحكومة المحلية والمدارس والمساجد كوسيلة للتأثير على المستويين المحلي والوطني، لا سيما فيما يتعلق بقضايا المساواة بين الجنسين والعلمانية.
ويزعم التقرير أن «واقع هذا التهديد، حتى لو كان طويل الأمد ولا ينطوي على أعمال عنف، لكنه يُسلط الضوء على خطر الإضرار بنسيج المجتمع والمؤسسات الجمهورية».
وفي تصريحات لـ«فوكس نيوز»، قال كريستوفر هولتون، كبير المحللين ومدير التواصل مع الدولة في مركز سياسات الأمن، إن تقرير جهاز الأمن الداخلي الفرنسي «كان مفاجئًا»؛ نظرًا لأن وكالات الاستخبارات الأوروبية «ظلت في حالة إنكار بشأن أسلمة أوروبا لمدة ربع قرن تقريبًا».
وأضاف هولتون: جماعة الإخوان المسلمين من أكثر المنظمات نفوذًا في العالم الإسلامي بأسره.. يُقرّ هذا التقرير بذلك، وهو أمر لم يُقرّ به أي تقرير حكومي رسمي في الغرب على حدّ علمي».
وتابع: «إنهم لا يُخفون فلسفتهم.. إنهم لا يخفون خططهم»، مشيرًا إلى الجزء الأخير من شعار الجماعة، الذي يقول إن «الموت في سبيل الله أسمى أمانينا».
ومع ذلك، هناك شفافية أقل بشأن انتماءات مختلف الجماعات إلى جماعة الإخوان المسلمين. ويدّعي تقرير المخابرات الفرنسية أن مسلمي فرنسا هم «الفرع الوطني» لجماعة الإخوان المسلمين.
وقال آلان ميندوزا، المدير التنفيذي لجمعية هنري جاكسون، لشبكة «فوكس نيوز»، إن «نموذج جماعة الإخوان المسلمين متشابه إلى حد كبير في جميع أنحاء أوروبا».
وأوضح أنه بسبب «مزيجها من الارتباط العلني والصلات السرية، فمن الصعب معرفة الدرجة الدقيقة لتغلغل جماعة الإخوان المسلمين».
وأضاف أن جماعة الإخوان المسلمين اليوم «تشكل تهديدًا خاصًا للمجتمعات الإسلامية الأوروبية بسبب سعيها إلى تطرف الفكر الديني، وتهديدا للدول الأوروبية لاهتمامها بهوية منفصلة للمسلمين الأوروبيين داخل الدول»، مشيرا إلى أن هذا الأمر «جزء من سبب تزايد الطائفية داخل المجتمعات الأوروبية».
جاء ذلك في الوقت الذي يخضع فيه وجود جماعة الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة لتدقيق متزايد من جديد.
الإخوان «إرهابية» بأمريكا؟
وقبل أيام، أعلن السيناتور الجمهوري تيد كروز، عبر منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «في الأيام المقبلة، سأقوم بتوزيع وإعادة تقديم نسخة مُحدثة من قانون تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، وهو القانون الذي كنت أدفع به طوال مسيرتي في مجلس الشيوخ».
وقال كروز إن جماعة الإخوان المسلمين استخدمت إدارة الرئيس السابق جو بايدن لتعزيز نفوذها وتعميقه، لكنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب والكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون لم يعد بإمكانهما تحمل تكلفة تجنب التهديد الذي يشكلونه على الأمريكيين وعلى الأمن القومي الأمريكي.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==
جزيرة ام اند امز