استدعاء الإمارات سفير إسرائيل.. مواقف ورسائل قوية دعما للقدس والأقصى

رسائل هامة حملها استدعاء الإمارات سفير إسرائيل وإبلاغه إدانتها بأشد العبارات الانتهاكات المسيئة والمشينة في القدس المحتلة.
رسائل تؤكد من خلالها دولة الإمارات مجددا دعمها الأبدي للقضية الفلسطينية بشكل عام، وأن توقيعها الاتفاقات الإبراهيمية في 15 سبتمبر/أيلول 2020 لم ولن يكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وإنما توظفها دولة الإمارات دائما لدعم القضية الفلسطينية.
أيضا تكشف الإمارات من خلال هذا الإجراء الدبلوماسي القوي بلغة الأفعال والأقوال دعم صمود المقدسيين بما يسهم بالدفع في تحقيق حل الدولتين من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كذلك حمل استدعاء وزارة الخارجية الإماراتية سفير إسرائيل لدى الدولة تحذيرات إماراتية شديدة اللهجة للحكومة الإسرائيلية من مغبة التقاعس عن محاسبة المسؤولين تلك الانتهاكات بما فيهم من وزراء ومسؤولين، محذرة من أي تقاعس عن ذلك سيُعتبر موافقة ضمنية، مما سيعمق دائرة الكراهية والعنصرية وعدم الاستقرار.
أيضا كان لافتا حرص الإمارات على التأكيد على ضرورة العمل إنهاء المأساة في قطاع غزة، جنبا إلى جنب مع إدانتها لما يجرى المسجد الأقصى والقدس، في إطار حرصها على الدعم الشامل للقضية الفلسطينية.
رسائل ومطالب وتحذيرات
واستدعت وزارة الخارجية الإماراتية، الأربعاء، سفير دولة إسرائيل لدى الإمارات، وأبلغته إدانة دولة الإمارات الشديدة للانتهاكات والممارسات المشينة والمسيئة ضد الأشقاء الفلسطينيين التي شهدتها باحات المسجد الأقصى والحي الإسلامي في المدينة القديمة.
وأكدت الإمارات على ما يلي:
– هذه الممارسات التعسفية، تعد استفزازًا وتحريضًا خطيرًا تجاه المسلمين، وانتهاكًا صارخًا لحرمة المدينة المقدسة.
– الاعتداءات المتكررة من قبل المتطرفين الإسرائيليين وما يترافق معها من تحريض على الكراهية والعنف، تشكل حملة متطرفة ممنهجة لا تستهدف الشعب الفلسطيني الشقيق فحسب، بل المجتمع الدولي بأسره.
– استمرار الاعتداءات والانتهاكات يؤدي إلى تصعيد التوترات في وقت يتطلب التركيز على إنهاء المأساة في قطاع غزة.
وطالبت الإمارات الحكومة الإسرائيلية بـ4 مطالب وهي:
– تحمل كامل المسؤولية عن تلك الاعتداءات والانتهاكات.
– إدانة هذه الممارسات التحريضية.
– معاقبة المتسببين بها دون استثناء الوزراء والمسؤولين.
– اتخاذ خطوات عاجلة لمنع استغلال القدس لأجندات العنف والتطرف والتحريض.
وحذرت الإمارات من أن “أي تقاعس عن ذلك سيُعتبر موافقة ضمنية، مما سيعمق دائرة الكراهية والعنصرية وعدم الاستقرار”.
وأكدت الوزارة على عدة ثوابت وهي:
– أهمية احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة والباحات المحيطة.
– رفض دولة الإمارات القاطع لكافة الممارسات المخالفة للقرارات الدولية، التي تهدد بالمزيد من التصعيد.
– التأكيد على أهمية احترام الوضع القائم للمسجد الأقصى، وتوفير الحماية الكاملة لكافة المقدسات الدينية في القدس، التي تُعتبر رمزًا للتعايش والسلام.
واقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين باحات المسجد الأقصى، يوم الإثنين الماضي، بمشاركة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير النقب والجليل إسحاق فاسرلاوف، وأعضاء من الكنيست في ذكرى «احتلال» القدس الشرقية.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن المستوطنين أدوا طقوسا استفزازية في باحات المسجد الأقصى.
كما نظم مئات من أنصار اليمين الإسرائيلي المتطرف مسيرات في قلب الحي الإسلامي بالمدينة القديمة ردووا خلالها هتافات عنصرية من قبيل “الموت للعرب” و”لتحرق قريتهم”، ما تسبب باحتكاكات مع السكان الفلسطينيين المحليين.
مواقف رائدة
ومع كل توتر تشهده مدينة القدس، كانت دولة الإمارات حاضرة بمواقفها الرائدة الواضحة الصريحة، وسبق أن صدر منها بيانات إدانة لاقتحام القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى المبارك، أكدت من خلالها رفضها المطلق للعنف من أي طرف وأهمية تغليب صوت العقل.
بيانات تحمل رسالة إماراتية مفادها بأن السلام الشامل والدائم والعادل هو السبيل الوحيد لحل أزمات المنطقة، وأنه لن يستطيع أي من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني حسم الصراع لصالحه مهما طال الوقت، وسيكون الخاسر دائما هم الأبرياء من النساء والأطفال والمدنيين الذين لا ذنب لهم.
الانتصار للأقصى
أيضا ظلت الإمارات بالمرصاد دائما لأي محاولات للمس بالمسجد الأقصى أو اقتحامه عبر بيانات إدانة متكررة من خارجيتها، ومواقف قوية في مجلس الأمن الدولي التي حظيت بعضويته على مدار عامي 2022 و2023.
مواقف وبيانات تضمنت رسائل تبرز دعم دولة الإمارات الدائم للقضية الفلسطينية، والمسجد الأقصى.
دعم شامل
يأتي الإجراء الدبلوماسي الإماراتي القوي بعد نحو شهرين من توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات تحصيص منحة مالية قيمتها 64.5 مليون دولار أمريكي لمستشفى المقاصد أكبر مستشفيات القدس الشرقية، في خطوة تعزز دعم صمود المقدسيين، وتؤكد من خلالها الإمارات أن دعمها للقضية الفلسطينية لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، بل يصاحبه دعم إنساني وصحي وتنموي وتعليمي.
وتنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خصصت دولة الإمارات منحة مالية قيمتها 64.5 مليون دولار أمريكي لمستشفى المقاصد في القدس الشرقية، دعماً للعمليات التشغيلية والكادر الطبي وتحديث المرافق.
وأكد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، في 24 مارس/آذار الماضي التزام دولة الإمارات بدعم الأشقاء الفلسطينيين في شتى القطاعات المجتمعية، في ظل الاهتمام البالغ والدعم اللامحدود من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إذ تواصل الدولة دعم القطاع الصحي في جميع الأراضي الفلسطينية بالتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية لاسيما منظمة الصحة العالمية.
وأوضح أن دولة الإمارات مستمرة في تمكين العاملين في القطاع الصحي من الأطباء والإداريين، بما يضمن دعم قدرات المؤسسات الصحية الفلسطينية وتلبية تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق.
واُفتتح مستشفى المقاصد في القدس الشرقية رسمياً في عام 1968 بسعة 20 سريراً، حتى وصل اليوم إلى أكثر من 250 سريراً، ويعمل فيه حوالي 950 موظفاً من الطاقمين الطبي والإداري، ولدى المستشفى برنامج الإقامة التخصصي لتدريب الأطباء والذي يحتوي على 13 تخصصاً طبياً معتمداً من المجلس الطبي الفلسطيني والمجلس الطبي الأردني، وتخرج من هذا البرنامج أكثر من 540 طبياً مُتخصصاً، ويخدم المستشفى أكثر من 66,000 شخص من سكان القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.
اختراق دبلوماسي
أيضا يأتي استدعاء وزارة الخارجية الإماراتية السفير الإسرائيلي وإبلاغه إدانة الدولة بأشد العبارات الانتهاكات المسيئة والمشينة في القدس المحتلة، بعد نحو أسبوع من نجاح الإمارات في تحقيق اختراق دبلوماسي لحلحلة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، الذي يعاني من حصار مطبق منذ عدة أسابيع، الأمر الذي يكشف بشكل جلي استخدام الإمارات كل السبل الدبلوماسية والإنسانية لدعم القضية الفلسطينية.
جاء ذلك الاختراق خلال مباحثات هاتفية أجراها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، مع وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر في 20 مايو/ آيار الجاري، وأفضت إلى الاتفاق على بدء إدخال مساعدات إنسانية عاجلة من دولة الإمارات، تهدف لتلبية الاحتياجات الغذائية لنحو 15 ألف مدني في قطاع غزة كمرحلة أولى.
اختراق يتوج جهود الإمارات المتواصلة لدعم أهل غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبعد يومين من المباحثات الهاتفية، وصلت إلى قطاع غزة قافلة مساعدات إنسانية ضمن عملية “الفارس الشهم 3”، التي أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاقها لدعم القطاع، وذلك بدعم من الجمعية الخيرية العالمية، في خطوة عاجلة لمساندة السكان وتخفيف معاناتهم المتزايدة.
وضمّت القافلة شحنات من الطحين لإعادة تشغيل المخابز التي توقفت عن العمل بسبب نفاذ المواد الأساسية، للتخفيف من حدة المجاعة والأزمة الإنسانية المتصاعدة.
وتأتي هذه القافلة ضمن جهود عملية “الفارس الشهم 3” الإغاثية لمواجهة الأزمة في قطاع غزة، بعد إغلاق المعابر لأكثر من شهرين، ما تسبب بشلل تام في حركة الإغاثة ومنع دخول المواد الأساسية، وتسبب ذلك في توقف المخابز عن العمل .
وتواصل دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها الإغاثية الحثيثة في قطاع غزة، ضمن عملية “الفارس الشهم 3”، لمساندة سكان القطاع الذين يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة، بلغت حد المجاعة التي تنهش أمعاء آلاف المدنيين.
وفي ظل هذا الوضع المأساوي، تواصل الإمارات تقديم المساعدات الغذائية بشكل مكثف إلى مخيمات النزوح ومراكز الإيواء، مستهدفة أكبر عدد ممكن من التجمعات السكانية.
وقد قامت الفرق التطوعية الإماراتية اليوم الأربعاء بتوزيع كميات من الطحين والسكر على عدد من المخيمات في جنوب القطاع، في محاولة عاجلة لتخفيف معاناة الأهالي، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ضحايا الجوع الذي يفتك بالأبرياء.
مساعدات جديدة تعزز ريادة الإمارات الدبلوماسية والإنسانية في دعم القطاع، والتي توجت بنجاحها وحدها في تقديم أكثر من 42 في المئة من إجمالي المساعدات الدولية التي دخلت إلى غزة خلال ما يقرب من العامين الماضيين.
وبلغ إجمالي المساعدات المقدمة خلال 500 يوم من إطلاق عملية “الفارس الشهم3 ” أكثر من 65,000 طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، بقيمة تتجاوز 1.2 مليار دولار تم إيصالها عبر مختلف الوسائل الجوية والبرية والبحرية لضمان وصول الدعم للمحتاجين بأسرع وقت.
يأتي إرسال المساعدات الإغاثية بحرا وبرا وجوا تجسيدا لالتزام دولة الإمارات التاريخي والراسخ في دعم الشعب الفلسطيني، حيث لا تتوانى عن تقديم كافة أشكال الدعم الإنساني إلى الأشقاء الفلسطينيين.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز