تقنية

الطبق المريخي.. كيف سيصنع الإنسان غذاءه على الكوكب الأحمر؟


مع تسارع خطط استكشاف الفضاء والاستعداد لإرسال البشر إلى كوكب المريخ في العقود القادمة، يبرز سؤال مهم: ماذا سنأكل إذا عشنا هناك؟.

في ظل الظروف القاسية على سطح المريخ، مثل درجات الحرارة المنخفضة، وقلة الأوكسجين، والإشعاع المرتفع، وغياب التربة الصالحة للزراعة، يصبح إنتاج الغذاء تحديا كبيرا. لكن العلماء لا يقفون مكتوفي الأيدي، بل يعملون على تطوير تقنيات مبتكرة لتأمين طعام مستدام لرواد الفضاء في المستقبل.

الزراعة في بيئات مغلقة ومحاكاة للتربة المريخية

أحد الحلول خرجت من جامعة فاخينينجن الهولندية، حيث أجرى باحثون تجارب ناجحة على زراعة محاصيل مثل الطماطم والبازلاء والجزر في تربة تحاكي تربة المريخ.

 أظهرت النتائج أن تقنية “الزراعة التشاركية، أي زراعة محاصيل متعددة معا ، حسنت من إنتاجية الطماطم بشكل ملحوظ، مما يشير إلى إمكانية تحقيق اكتفاء غذائي جزئي في مستعمرات المريخ المستقبلية.

الزراعة المائية المتكاملة

وخرجت فكرة أخرى من جامعة غرينتش البريطانية، حيث طور باحثون نظاما زراعيا مائيا متكاملا يجمع بين تربية أسماك البلطي وزراعة الخضروات، حيث تُستخدم فضلات الأسماك كسماد طبيعي للنباتات، مما يخلق دورة مغلقة فعاله في استخدام المياه والموارد.

وتم اختبار هذا النظام بنجاح في ظروف تحاكي بيئة المريخ، مما يجعله خيارا واعدا لتوفير الغذاء في الكوكب الأحمر.

تقنيات مبتكرة لتأمين طعام مستدام لرواد الفضاء في المريخ

الفطريات مصدر غذائي

ومن جانبها، أطلقت العالمة الغذائية فلافيا فايت مور مشروعا لزراعة الفطريات في الفضاء، نظرا لقدرتها على النمو السريع في مساحات صغيرة واحتوائها على فيتامين “د” الضروري لصحة العظام، وتُعد الفطريات خيارا مثاليا لتوفير غذاء مغذٍ ومتنوع في رحلات الفضاء الطويلة.

زراعة بدون ضوء

ويبحث علماء في جامعة كاليفورنيا في إمكانية زراعة النباتات في الظلام باستخدام الأسيتات كمصدر للطاقة بدلًا من الضوء.

والأسيتات، هي أملاح أو إسترات ناتجة عن حمض الأسيتيك (الخليك)، وهو الحمض العضوي الموجود في الخل، وأظهرت التجارب أن بعض النباتات، مثل الخس والطماطم، يمكنها البقاء على قيد الحياة في هذه الظروف، مما يفتح آفاقا جديدة للزراعة في بيئات تفتقر إلى ضوء الشمس.

الطحالب والبكتيريا.. بروتينات المستقبل

ويُعتبر استخدام الطحالب والبكتيريا الصالحة للأكل خيارا واعدا لتوفير البروتين في بيئة المريخ، و تتميز هذه الكائنات بقدرتها على النمو السريع في مساحات صغيرة واحتوائها على قيمة غذائية عالية، مما يجعلها مصدرا مثاليا للبروتين في المستعمرات الفضائية

الطباعة ثلاثية الأبعاد للطعام: وجبات حسب الطلب

وتمول ناسا مشاريع تقدم مقترحا لتطوير طابعات ثلاثية الأبعاد قادرة على تحضير وجبات غذائية باستخدام مساحيق مغذي، و تتيح هذه التقنية إعداد وجبات متنوعة حسب الطلب، مما يقلل من الحاجة لتخزين كميات كبيرة من الطعام ويحسن من تنوع النظام الغذائي لرواد الفضاء.

تقنيات مبتكرة لتأمين طعام مستدام لرواد الفضاء في المريخ

تجربة مريخية لمدة عام

وأطلقت ناسا مهمة” تشابيا “، حيث يعيش طاقم مكون من أربعة أفراد في بيئة تحاكي ظروف المريخ لمدة عام، تتضمن التجربة زراعة محاصيل مثل الخس والأعشاب داخل وحدات زراعية مغلقة، بهدف دراسة تأثير الزراعة على الصحة النفسية والجسدية للرواد، حيث

أظهرت دراسات أن زراعة النباتات في الفضاء لا تقتصر فوائدها على توفير الغذاء فقط، بل تسهم أيضا في تحسين الحالة النفسية للرواد، من خلال تقليل التوتر والقلق وتعزيز الشعور بالارتباط بالأرض.

وانطلاقا مما سبق، يبدو أنه في ظل تسارع الخطى نحو استكشاف الكوكب الأحمر، لم يعد سؤال “ماذا سنأكل على المريخ؟” مجرد خيال علمي، بل أصبح تحديا حقيقا تعمل عليه وكالات الفضاء والعلماء حول العالم.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى