تقنية

دبلوماسية خلف الستار.. الخارجية الأمريكية بقبضة «الجمعية غير السرية»


تزايدت مؤخرا الشكوك تجاه مجموعة تحمل اسم “زمالة بن فرانكلين”، خاصة مع استحواذ بعض أعضائها على مناصب رفيعة بوزارة الخارجية الأمريكية.

ورغم إعلانها الحياد الحزبي، تركز هذه المجموعة، التي تُعرف بـ«ميولها المحافظة» على قضايا مثل أمن الحدود وتعارض سياسات التنوع والإنصاف والشمول التقليدية، وتدعو إلى ترشيد استخدام الموارد الأمريكية في الخارج، بحسب موقع «بوليتيكو».

تضم الزمالة دبلوماسيين حاليين وسابقين، مثل نائب وزير الخارجية كريس لاندو، ولو أولوسكي القائم بأعمال رئيس الموارد البشرية إلى جانب عشرات الدبلوماسيين الحاليين والسابقين مختصين في الشؤون الدولية، الذين يجمعهم انتماء أيديولوجي محافظ. وقد وصفها أحد مؤسسيها بأنها ملاذ للأشخاص غير التقدميين الذين شعروا بالتهميش داخل الوزارة.

ورغم أن الزمالة ليست الوحيدة من نوعها في الأوساط الدبلوماسية الأمريكية، حيث توجد مجموعات أخرى تمثل مختلف الاتجاهات السياسية، فإن ما يميز زمالة بن فرانكلين هو تركيزها الواضح على إصلاح وزارة الخارجية نفسها، وسعيها لإدخال أشخاص يحملون رؤى محافظة محددة إلى صلب العمل الدبلوماسي، ما قد يترك أثراً بعيد المدى على السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

مخاوف وقلق

هذا التوجه أثار قلق العديد من الدبلوماسيين المحترفين، الذين يرون أن المجموعة قد تسيّس العمل الدبلوماسي الذي يُفترض أن يكون محايداً، وأنها قد تضعف عملية صنع القرار من خلال فرض أيديولوجيا معينة على حساب الحقائق والموضوعية.

تجلت حدة الجدل حول الزمالة خلال الاحتفال السنوي بيوم الشؤون الخارجية في وزارة الخارجية، حيث ألقى عدد من أعضائها كلمات أثارت استياء بعض الحاضرين، خاصة عندما تحدث أحد مؤسسي الزمالة عن «دبلوماسيين مُهمّشين» تم تجاهلهم في الترقيات بسبب سياسات التنوع والإنصاف، مما دفع بعض الحضور إلى الانسحاب من القاعة احتجاجاً.

وقد دافعت قيادة الزمالة عن نفسها، مؤكدة أنها لا تعارض التنوع من حيث المبدأ، لكنها ترى أن منح السمات الوراثية وزناً أكبر من الإنجازات في الترقية أمر غير عادل.

أدلة مباشرة

ورغم الشكوك التي تحيط بالزمالة، لم تظهر أدلة مباشرة على أنها توجه قرارات التوظيف أو السياسات في الوزارة بشكل رسمي، لكنّ وجود عدد من أعضائها في مناصب مؤثرة يثير التساؤلات حول مدى تأثيرها الفعلي في المستقبل، خاصة مع سعيها لبناء شبكة محافظة طويلة الأمد داخل الهيكل الدبلوماسي.

وتؤكد وزارة الخارجية الأمريكية، أن الأفكار والرؤى التي يقدمها أعضاء الزمالة محل تقدير، لكنها لم تجب بشكل مباشر عن مدى تأثير عضويتهم على قرارات التوظيف.

وتأسست الزمالة كمنظمة مستقلة غير ربحية خارج الوزارة، ما منح مؤسسيها حرية أكبر في العمل والتعبير، وهي تضم عدة مستويات من العضوية، مع عملية تدقيق للتأكد من توافق الأعضاء مع المبادئ الأساسية للمجموعة. ويعتمد تمويلها حالياً بشكل رئيسي على مؤسسيها، مع سعيهم للحصول على منح وتبرعات مستقبلية.

ويؤكد مؤسسو الزمالة أن هدفهم هو خلق شبكة تربط بين الدبلوماسيين الذين يتشاركون نفس القيم، والدفاع عن المصلحة القومية الأمريكية في الشؤون الدولية، مع الإصرار على أن وجودهم لا يهدف إلى إنشاء «دولة عميقة يمينية» داخل الحكومة، بل إلى تحقيق توازن في النقاشات السياسية داخل الوزارة.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى