تقنية

في ذكرى ميلاد يوسف إدريس.. حكايات تحوّلت إلى أفلام لا تُنسى


يتوافق يوم 19 مايو/ أيار من كل عام مع ذكرى ميلاد أحد أبرز أعمدة الأدب العربي الحديث، الكاتب يوسف إدريس، الذي وُلد في مثل هذا اليوم من عام 1927.

وعلى الرغم من دراسته للطب، فإن ولعه بالكتابة والأدب دفعه إلى ترك المهنة لصالح عالم الحكاية والقصة، ليصبح أحد أعمدة القصة القصيرة في مصر والعالم العربي. وتميّز إدريس بأسلوبه السردي العميق والبسيط في آنٍ واحد، وبقدرته على تصوير الواقع الاجتماعي والسياسي بصدق لافت، وهو ما دفع العديد من المخرجين إلى تحويل أعماله الأدبية إلى أفلام سينمائية تركت بصمتها في تاريخ الفن المصري.

“حادث شرف”.. من القصة إلى الشاشة

من بين أبرز أعمال يوسف إدريس التي تحولت إلى شاشة السينما، قصة “حادث شرف”، المأخوذة من إحدى مجموعاته القصصية. وقد تم تجسيدها في فيلم يحمل الاسم ذاته، من بطولة زبيدة ثروت، وشكري سرحان، ويوسف شعبان، ومن إخراج شفيق شامية.

تدور أحداث الفيلم حول فتاة جميلة من إحدى العزب، تعيش مع شقيقها وزوجته، وتعمل لمساعدته في مصاريف الحياة. يتقدم أحد أبناء العزبة لخطبتها رغم معارضة والدته، وتستقر الأمور مبدئيًا، حتى يظهر في حياتها شاب مستهتر يحاول استغلالها، ما يؤدي إلى فسخ خطبتها وتغيير مسار حياتها.

“لا وقت للحب”.. حريق القاهرة كخلفية درامية

وفي عام 1963، تم إنتاج فيلم “لا وقت للحب”، المأخوذ عن قصة قصيرة ليوسف إدريس نُشرت تحت عنوان “قصة حب”. تدور أحداث الفيلم في الفترة التي تزامنت مع حريق القاهرة في يناير / كانون الثاني عام 1952، ويتعرّف المهندس “حمزة” المتطوع في الحرس القومي على المدرسة “فوزية”. ومع اشتداد الاضطرابات، تبدأ حملة مطاردة للمتطوعين من قبل القوات البريطانية، ما يضطر “حمزة” للاختباء، وتتصاعد الأحداث بين المقاومة والحب. الفيلم من بطولة رشدي أباظة، وفاتن حمامة، وصلاح جاهين، وإخراج صلاح أبو سيف.

“الحرام”.. مأساة الصمت والوصمة

يوسف إدريس

من الروايات البارزة ليوسف إدريس، والتي لاقت معالجة سينمائية شديدة التأثير، فيلم “الحرام”، الذي أدت بطولته فاتن حمامة إلى جانب عبد الله غيث، وزكي رستم، وأخرجه هنري بركات. تدور القصة حول “عزيزة”، المرأة التي تعمل مع زوجها “عبد الله” ضمن عمال التراحيل. وعندما يمرض زوجها، تضطر لتحمّل عبء العمل وحدها، لكنها تتعرض لاعتداء يؤدي إلى حملها، فتخفي الأمر خوفًا من الفضيحة، لكون زوجها مريضًا ولا يقوى على المعاشرة. وبينما تحاول الصمود في وجه المأساة، تنتهي حياتها المفجعة بصمت، بعد أن باتت حكايتها وصمة بين الجميع.

“قاع المدينة”.. حين يتحوّل الفقر إلى تجارة بالجسد

وفي عام 1974، قُدمت إحدى قصص إدريس الأخرى في فيلم بعنوان “قاع المدينة”، أخرجه حسام الدين مصطفى. يتناول الفيلم حكاية قاضٍ يطلب من حاجب المحكمة أن يُحضِر له خادمة، فيذهب إلى “شهرت”، وهي امرأة فقيرة تعاني من ضيق العيش، فتقيم علاقة مع القاضي مقابل المال. وحين يمتنع عن الدفع، تهرب منه، فيُجن جنونه ويبدأ في البحث عنها وسط أزقة المدينة. ضم الفيلم نخبة من النجوم، أبرزهم نادية لطفي، ومحمود ياسين، ونيللي، وتوفيق الدقن.

من السرد إلى الصورة.. ميراث إبداعي متجدد

استطاع يوسف إدريس، من خلال كتاباته، أن يقدم نموذجًا مميزًا في كيفية تحويل الأدب إلى مادة سينمائية قادرة على التعبير عن الواقع وتفاصيله الدقيقة. أعماله التي خاضت في قضايا مجتمعية وإنسانية، لم تكن فقط نصوصًا على الورق، بل تحولت إلى شخوص وأحداث على الشاشة، حافظت على نكهتها الأدبية ومضمونها الواقعي، لتبقى خالدة في الذاكرة السينمائية والأدبية المصرية.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى