الرئيس التنفيذي لشركة لوتاه للوقود الحيوي يسلط الضوء على الدور الاستراتيجي لزيت الطهي المستعمل في قمة الوقود منخفض الكربون لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

شارك السيد يوسف سعيد لوتاه، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة لوتاه للوقود الحيوي، أول مصنع للوقود الحيوي في الشرق الأوسط، كمتحدث رئيسي في قمة الوقود منخفض الكربون لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي انعقدت في فندق وأبراج شيراتون خور دبي في الفترة من 13 إلى 14 مايو 2025. نظّمت القمة شركة CMT، وركزت على موضوع بالغ الأهمية تحت عنوان: “منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا – مركز عالمي محتمل للإمداد: السوق، التكنولوجيا، والفرص الاقتصادية.”
قدّم السيد لوتاه عرضًا تقديميًا بعنوان “توفر واستدامة إمدادات المواد الأولية لإنتاج الوقود منخفض الكربون في الشرق الأوسط”، ناقش فيه التوجهات المستقبلية لسوق المواد الخام وزيت الطهي المستعمل (UCO)، مشيرًا إلى أن هذا الزيت، الذي كان يُنظر إليه سابقًا كمخلفات، بات يُعتبر مادة أولية استراتيجية لإنتاج الوقود الحيوي منخفض الكربون، مثل الديزل الحيوي ووقود الطيران المستدام (SAF) وأكد أن هذا التحول في النظرة يعزز طموحات المنطقة في مجال الوقود منخفض الكربون، ويدعم إمكانية تموضع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كلاعب عالمي رئيسي في هذا القطاع.
تبلغ قيمة سوق زيت الطهي المستعمل في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا حاليًا 349.46 مليون دولار أمريكي في عام 2024، ومن المتوقع أن تصل إلى 364.07 مليون دولار في عام 2025، وأن ترتفع إلى 503.91 مليون دولار بحلول نهاية فترة التوقعات في عام 2033، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4.15%. وقد تم تسليط الضوء على العوامل الرئيسية التي تدفع هذا النمو، والتي تشمل: تنامي الطلب العالمي على الوقود المستدام، والميزة الاقتصادية التي يقدمها زيت الطهي المستعمل من حيث توفير التكاليف بنسبة تتراوح بين 60 إلى 80% مقارنة بالزيوت النباتية البكر لإنتاج الديزل الحيوي، والنمو المتسارع في قطاع الضيافة والمطاعم في المنطقة، مما يؤدي إلى زيادة حجم زيت الطهي المستعمل، بالإضافة إلى المبادرات الحكومية الاستراتيجية مثل مبادرة الإمارات لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050 ورؤية السعودية 2030، وازدياد الوعي المجتمعي بالقضايا البيئية.
كما تناول السيد لوتاه التحديات والعقبات التي تواجه توفير هذه المادة الأولية، ومنها ضعف البنية التحتية لجمع الزيت، إذ لا تتجاوز معدلات الجمع في دولة الإمارات 50%، إضافةً إلى تعقيدات لوجستية ناتجة عن تناثر مصادر الزيت وتكاليف النقل، والإطار التنظيمي المتغير الذي قد يفتقر إلى الوضوح والتنفيذ الفعّال، وتفاوت جودة الزيت مما يتطلب معالجة أولية قوية، إلى جانب ضعف الوعي بالسوق بين الجهات المولدة المحتملة لزيت الطهي المستعمل.
وسلط السيد لوتاه الضوء بشكل خاص على الإمكانات غير المستغلة لجمع زيت الطهي المستعمل من المنازل، والذي يمثل حجمًا كبيرًا يتم توليده يوميًا، رغم التحديات اللوجستية والتكاليف العالية المرتبطة بذلك. واقترح حلولًا تشمل إنشاء نقاط تجميع مخصصة، والاستفادة من التكنولوجيا مثل التطبيقات الذكية (حيث تعد لوتاه للوقود الحيوي رائدة في تقديم خدمات الجمع المنزلي)، وإطلاق حملات توعية لتمكين الأسر من التخلص الآمن من زيت الطهي المستعمل. كما أكد أن توسيع نطاق الجمع المنزلي يتطلب شبكات كثيفة وسهلة الوصول، مع إمكانية دمجها ضمن أنظمة إدارة النفايات القائمة، مدعومة بأنظمة حوافز فعّالة تشمل المكافآت المالية (مثل تطبيق لوتاه)، وتوفير الراحة (مثل الجمع من المنازل أو نقاط التسليم السهلة)، وزيادة الوعي البيئي.
تقف منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اليوم عند مفترق طرق مهم في مسار تحول الطاقة، وتسعى بنشاط نحو تنويع الاقتصاد والاستجابة للالتزامات العالمية المتعلقة بخفض الانبعاثات. ويُعد تعزيز توفر واستدامة المواد الأولية، لا سيما من خلال الاستفادة من زيت الطهي المستعمل، خطوة جوهرية لتمكين المنطقة من الاضطلاع بدور رائد في الاقتصاد الحيوي والمساهمة في مستقبل مستدام.