الطائرة التي لا تُقهر.. الأزمات تحاصر «إير فورس وان» الجديدة

تُعَد طائرة “إير فورس وان” رمزًا عالميًا لسلطة الرئاسة الأمريكية، لكن تطوير نسختها الجديدة يواجه تحديات غير مسبوقة.
ومنذ دخول الطائرة الحالية الخدمة قبل 35 عامًا، بدأت الجهود عام 2015 لتصميم بديل عصري.
لكن التأخيرات المتتالية دفعت موعد التسليم المتوقع من 2024 إلى 2027 على الأقل، وسط خسائر مالية فاقت 2 مليار دولار لشركة بوينغ، التي تواجه أيضًا اتهامات جنائية مستقلة عن هذا المشروع.
الرئيس ترامب وتأثيره على التصميم: من الألوان إلى الضغوط
أظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اهتمامًا شخصيًا بالمشروع خلال فترته الرئاسية، حيث أعاد التفاوض مع بوينغ وقدم مقترحات لتصميم الطائرة، بما في ذلك تغيير اللون التقليدي إلى أزرق داكن مع خطوط حمراء وبيضاء. بل إنه قطع كعكة مزينة بنموذج للطائرة خلال حفل تنصيبه.
لكن حماس ترامب اصطدم بواقع تعقيدات التصنيع، خاصة بعد أن كشفت بوينغ عن عجزها عن الوفاء بالمواعيد المتفق عليها.
وانتقد ترامب التأخيرات خلال جولة له على طائرة فاخرة من طراز 747، مشيرًا إلى تفوقها على نسخة الرئاسة الحالية من حيث التجهيزات الداخلية.
وفي محاولة لإنقاذ المشروع، تعاونت بوينغ مع إيلون ماسك وشركته “سبيس إكس”، لاستخدام تقنيات مبتكرة تُسرّع الإنتاج.
وأكد الرئيس التنفيذي الحالي لبوينغ، ديف كالهاون، أن هذا التعاون يهدف إلى تلبية رغبة البيت الأبيض في تسليم الطائرة في وقت “أسرع مما هو مخطط”.
لكن هذا التحالف يثير تساؤلات حول جدواه، خاصة مع تاريخ بوينغ في مشاريع فاشلة مثل طائرة 737 ماكس.
مواصفات فريدة: درع نووي وأنظمة تشويش
لا تشبه الطائرة الجديدة – المُسماة VC-25B – نظيرتها التجارية. فهي مُدرعة ضد الهجمات النووية، ومزودة بـ238 ميلًا من الكابلات الكهربائية (ضعف الموجودة في الـ747 العادية)، وأنظمة تشويش إلكتروني تعيق تتبع الرادارات.
كما يمكنها إطلاق قنابل مضيئة لتضليل الصواريخ الحرارية، ورغم إمكانية التزود بالوقود جويًا في النسخة الحالية، فقد أُلغيت هذه الميزة في الطائرة الجديدة بسبب التكلفة.
التحديات الداخلية: من التصميم الفاخر إلى مشاكل الأمان
التصميم الداخلي للطائرة – الذي يتضمن غرف نوم رئاسية، ومكتبًا شبيهًا بالبيت الأبيض، وحتى جهاز مشي – أصبح مصدرًا رئيسيًا للتأخيرات.
في 2021، اتُهمت شركة GDC Technics المكلفة بالتجهيزات بالتأخر، بينما رفع الطرفان دعاوى قضائية متبادلة حول سوء الإدارة.
كما كشفت تحقيقات عن عمل 250 موظفًا دون تصاريح أمنية كافية، ما دفع لإعادة تقييم الإجراءات تحت ضغوط – يُشاع أن إيلون ماسك كان جزءًا منها.
تفاصيل إضافية:
التصميم الخارجي: يبلغ طول الطائرة الجديدة 250 قدمًا، مع جناحيها 224 قدمًا، مما يجعلها أكبر من سابقتها.
أنظمة الاتصالات: تحتوي على 85 هاتفًا، بينها خطوط آمنة.
الطاقم: يتكون من 26 فردًا، مع شعار “إير فورس وان” مُطرزًا على زيهم الرسمي.
المرافق: تشمل مطبخين لتقديم 100 وجبة في الجلسة الواحدة، ومنطقة خاصة بالصحافة.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==
جزيرة ام اند امز