من العزلة لتعزيز التحالفات.. السياسة الخارجية «تقسم» الأمريكيين

في ظل تزايد الانقسامات السياسية في الولايات المتحدة، تكشف استطلاعات الرأي الأخيرة عن فجوة بين الأمريكيين في قضايا
السياسة الخارجية، وهي التي تبرز بوضوح بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
ففي الوقت الذي يدعم فيه الديمقراطيون تحالفات واشنطن الدولية ويؤكدون على أهمية المساعدات المالية الأمريكية لأوكرانيا، يتبنى الجمهوريون موقفًا أكثر انعزاليًا، حيث يعارضون بشكل كبير الاستمرار في نفس السياسات الخارجية ويفضلون تقليص التزامات بلادهم.
فماذا قالت استطلاعات الرأي؟
أظهرت استطلاعات رأي أجرتها صحيفة «وول ستريت جورنال»، أن الانقسامات بين الحزبين السياسيين حول السياسة الخارجية الأمريكية قد اتسعت بشكل كبير.
ووفقا للاستطلاع الجديد، اتفق حوالي 81% من الجمهوريين على أن حلفاء الولايات المتحدة لم يتحملوا مسؤولية كافية عن دفاعهم، وأنه يتعين على واشنطن التوقف عن استخدام أموال دافعي الضرائب للدفاع عنهم.
في المقابل، وافق 83% من الديمقراطيين على أن التحالفات الدولية مصدر قوة ويجب دعمها بأموال الضرائب.
يأتي هذا الفارق بين آراء المنتمين لكل حزب بعد سنوات من تبني الجمهوريين لنظرة انعزالية متزايدة تجاه دور أمريكا في العالم، بينما يواصل الديمقراطيون دعم التحالفات الدولية.
وتزايدت الفجوة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة ففي عام 2019، وجد مجلس شيكاغو للشؤون العالمية أن 15 نقطة فقط تفصل بين الحزبين فيما يتعلق برأي الناخبين عما إذا كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون يستفيدون من التحالفات الأمنية بينهم. وبحلول عام 2023، اتسع الفارق إلى 30 نقطة، حيث وافق 80% من الديمقراطيين على هذا الرأي مقابل 50% فقط من الجمهوريين.
وفي استطلاع جديد أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، أيد 83% من الديمقراطيين استمرار المساعدات المالية الأمريكية لأوكرانيا بينما عارضها 79% من الجمهوريين. ومن بين جميع الناخبين، أيد 49% استمرار المساعدات لأوكرانيا، بينما عارضها 44%.
كما أظهر استطلاع «وول ستريت جورنال»، معارضة غير متوازنة لطموحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في توسيع الأراضي الأمريكية لتشمل غرينلاند وكندا، وهو أحد أهدافه الرئيسية في السياسة الخارجية.
ووفقا للاستطلاع، قال 62%من الناخبين إن تفكير ترامب المستمر في توسيع الأراضي الأمريكية لتشمل غرينلاند وكندا يُمثل فكرة سيئة، بينما قال 25% فقط إن السيطرة على المنطقتين فكرة جيدة وستعزز الأمن القومي والاقتصاد الأمريكي.
التوسع الإقليمي
ومن بين الجمهوريين، وصف 51% تعليقات ترامب حول التوسع الإقليمي بأنها فكرة جيدة، بينما وصفها 28% بأنها فكرة سيئة.
وقالت دينا سميلتز، خبيرة استطلاعات الرأي في السياسة الخارجية بمجلس شيكاغو للشؤون العالمية: «الديمقراطيون هم أبطال النزعة الدولية والتعددية الأمريكية، بما في ذلك التحالفات».
وفي مثال آخر على اختلاف توجهات الحزبين، أعرب 81% من الديمقراطيين عن وجهة نظر إيجابية تجاه منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) مقارنة بـ31% من الجمهوريين.
وظهرت شكوك الجمهوريين تجاه التجارة الحرة عندما سُئل الناخبون عما إذا كانت الرسوم الجمركية تساعد الاقتصاد الأمريكي أم تضر به، حيث قال حوالي 77% من الجمهوريين إن الرسوم الجمركية تساعد في خلق فرص عمل في الولايات المتحدة وهي مفيدة، بينما قال 93% من الديمقراطيين إنها ترفع الأسعار وهي في الغالب قوة سلبية.
وفي دعم لترامب، أيد أغلبية طفيفة من الأمريكيين بلغت نسبتها 51% خفضًا كبيرًا في المساعدات الخارجية في حين عارضها 45% من الأمريكيين.
ومرة أخرى، انقسمت النتائج بشكل حاد حسب الانتماء الحزبي، حيث أيد 92% من الجمهوريين التخفيضات وعارضها 85% من الديمقراطيين.
وردا على سؤال حول ترحيل أعضاء العصابات غير القانونية إلى السلفادور، وافق 62% من الأمريكيين في حين عارض 32%.
وأيدت الأغلبية عمليات الترحيل حتى عندما سُئلوا عما إذا كان ينبغي ترحيل أعضاء العصابات الأجانب المشتبه بهم دون جلسة استماع في المحكمة لإثبات انتمائهم للعصابة.
aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز