تقنية

تحديد نقاط ضعف سم السعال الديكي.. اختراق يمهد الطريق للقاحات أقوى


شهد السعال الديكي، عودة مقلقة في السنوات الأخيرة، مدفوعا جزئيا بانخفاض تغطية اللقاحات في أعقاب جائحة كوفيد-19.

 وفي عام 2024، أثارت عدة فاشيات للمرض قلقا بالغا في مجال الصحة العامة، وخاصة بين الرضّع الأكثر عُرضةً للخطر نظرا لعدم قدرتهم على تلقي اللقاحات في هذه السن المبكرة.

ومع ذلك، يقدم بحث جديد من جامعة تكساس في أوستن، تطورات واعدة في مكافحة هذا التهديد المُستمر، مما قد يمهد الطريق لتطوير لقاحات محسنة.

ويُعرف السعال الديكي، الذي تُسبّبه بكتيريا البورديتيلا الشاهوقية، بنوبات سعال عنيفة يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة كالالتهاب الرئوي والنوبات وحتى الوفاة، وخاصة عند الرضع.

وعلى الرغم من أن اللقاحات قد خفضت تأثير المرض بشكل ملحوظ، إلا أن فعاليتها تتضاءل بمرور الوقت، حيث لا تدوم المناعة إلا من سنتين إلى خمس سنوات، وتُبرز حالات التفشي العالمية الأخيرة ،مثل زيادة الحالات بنسبة 169% في مدينة نيويورك وزيادة حادة في أستراليا، التحديات المستمرة للحفاظ على تغطية تطعيم عالية ومخاطر ضعف المناعة.

واستجابة لذلك، حقق فريق من الباحثين من قسم الهندسة الكيميائية وقسم العلوم البيولوجية الجزيئية في جامعة تكساس في أوستن اكتشافات رائدة في تحسين لقاحات السعال الديكي.

وتركز دراستهم، المنشورة في دورية “بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس”، على جسمين مضادين قويين ” hu11E6 ” و “hu1B7 ” يحيدان سم السعال الديكي بطرق مختلفة.

 استخدم الباحثون أحدث تقنيات المجهر الإلكتروني بالتبريد لرسم خريطة للمواقع المحددة على السم حيث ترتبط هذه الأجسام المضادة، مما يوفر مخططا تفصيليا لتصميم لقاحات أكثر فعالية.

وكشف البحث أن جين ” hu11E6 ” يمنع السم من الالتصاق بالخلايا البشرية عن طريق التداخل مع مواقع ارتباط السكر، بينما يمنع جين ” hu1B7 ” دخول السم إلى الخلايا.

اختراق يمهد الطريق للقاحات أقوى للسعال الديكي

ويمكن أن يسهم هذا التحديد المُفصل للمناطق الحساسة في السم في تحسين تركيبات اللقاحات من خلال تدريب الجهاز المناعي على استهداف المناطق الأكثر ضعفًا فيه.

وتعتقد جينيفر ماينارد، أستاذة الهندسة الكيميائية في جامعة تكساس في أوستن والمؤلفة المُراسلة للدراسة، أنه يُمكن دمج هذه النتائج بسهولة في تصميمات اللقاحات المستقبلية، مما قد يزيد من فعاليتها ومدة الحماية.

بالإضافة إلى تقديم رؤى ثاقبة حول تطوير اللقاحات، تعد الأجسام المضادة نفسها علاجات محتملة للرضع وغيرهم من الأفراد المعرضين للخطر، وقد أظهرت أبحاث سابقة أجرتها ماينارد وزملاؤها أن هذه الأجسام المضادة يُمكن أن تمنع الجوانب المميتة لعدوى السعال الديكي، ويسعى باحثو جامعة تكساس بنشاط إلى إقامة شراكات لتطوير علاجات يمكن أن تساعد في منع تلف الرئة والوفاة لدى حديثي الولادة المعرضين للمرض.

وعلى الرغم من هذه التطورات المثيرة، تواجه مكافحة السعال الديكي تحديات إضافية، مثل التغلب على التردد في تلقي اللقاح ومعالجة التعقيدات البيولوجية للمرض.

ويؤكد الخبراء على أهمية تطعيم الأمهات أثناء الحمل لحماية المواليد الجدد قبل بلوغهم السن القانونية لتلقي لقاحاتهم الخاصة. ومع ذلك، فإن أقل من 60% من الأمهات في الولايات المتحدة يتلقين لقاح السعال الديكي أثناء الحمل، مما يجعل العديد من الرضّع عرضة للخطر.

اختراق يمهد الطريق للقاحات أقوى للسعال الديكي

وشددت أنالي دبليونغوين، المؤلفة المشاركة في الدراسة، على الدور الحاسم للوقاية، مشيرة إلى أن تطعيم الأفراد المعرضين لخطر كبير قبل التعرض للمرض أكثر فعالية بكثير من علاج العدوى المتقدمة.

ويعتقد فريق ماينارد أنه من خلال التركيز على تحييد السم بشكل أكثر فعالية، يمكن للقاحات الجديدة أن توفر مناعة أقوى وأطول أمدا، مما يساعد على استعادة ثقة الجمهور والحد من عودة ظهور المرض.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA==

جزيرة ام اند امز

NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى