تقنية

أوكرانيات في مهن الرجال.. الحرب تربك «ميركاتو النواعم»


غادر الرجال إلى جبهات الحرب، فاضطرت النساء لاختراق مهنهم الخشنة، وأصبحن مجبرات على تحمل أعباء كانت حتى وقت قريب حكراً على الذكور.

وبحسب تقرير لوكالة «أسوشيتد برس»، فقد تزايدت مشاركة الأوكرانيات في هذه الوظائف التي لم تكن ضمن قائمة الوظائف المخصصة للنساء نتيجة غياب الرجال الذين يتم تجنيدهم للقتال في الحرب ضد روسيا.

كما ارتفعت نسبة النساء اللواتي انضممن إلى القوات المسلحة.

وتشكل هذه التحولات جزءاً من جهود حكومية تهدف إلى إنعاش الاقتصاد المتضرر من الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات وتعويض نقص العمالة الناتج عن التعبئة العسكرية.

ووفقًا لوزيرة الاقتصاد الأوكرانية، يوليا سفيريدينكو، فإن النساء يتحملن ضغوطًا كبيرة بسبب غياب الرجال الذين يتم استدعاؤهم للجبهة.

وأوضحت أن حوالي 5 ملايين أوكراني غادروا البلاد، ومليون آخر يخدمون في القوات المسلحة، مما أدى إلى تقلص كبير في القوى العاملة.

وهذا الوضع أثّر بشكل كبير على الاقتصاد الأوكراني، حيث يبلغ عدد العاملين حاليًا حوالي 9 ملايين شخص.

قبل الحرب، كانت مهن النساء تتركز في مجالات مثل التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية، والخدمات الحكومية. لكن الآن، هناك طلب متزايد على النساء للعمل في القطاعات الصناعية والعسكرية.

وأشارت الوزيرة إلى أن العقلية تتغير لدى كل من النساء وأرباب العمل، حيث أصبحوا أكثر استعدادًا لقبول النساء في وظائف متنوعة.

يوليا سفيريدينكو، ذاتها، هي أول وزيرة اقتصاد في أوكرانيا، وتُعد رمزًا لصعود النساء في القوى العاملة نتيجة الحرب.

وفي شرق أوكرانيا، بدأت النساء العمل في المناجم لتشغيل الآلات والحفاظ على الإنتاج.

وقررت إيرينا أوستانكو، وهي محاسبة سابقة تبلغ من العمر 37 عامًا، أن تصبح عاملة مصعد في أحد المناجم بعد أن استلهمت الفكرة من زوجها الذي يعمل هناك منذ 15 عامًا.

أوكرانية تعمل مع زوجها في منجم للفحم

وأكدت أوستانكو أن وجود النساء تحت الأرض كان أمرًا غير مألوف قبل العملية الروسية واسعة النطاق، وتطلب الأمر خضوعها لتدريبات شاملة، حيث استمرت شهرًا في النظرية وشهرًا آخر في التدريب العملي.

وأكدت أن هذا التغيير في المناجم كان ضروريًا لضمان استمرار الإنتاج، حيث غادر العديد من العمال الذكور للقتال.

وفي قطاع البناء أيضًا، بدأت النساء بتشغيل المعدات الثقيلة مثل الحفارات بفضل برامج تدريبية مدعومة بتمويل أمريكي.

وتوضح يوليا سكتشكو، مديرة شركة لتأجير معدات البناء، أن الحرب غيرت عقلية النساء وجعلتهن يتطلعن للمساهمة في إعادة إعمار البلاد.

وكانت سكتشكو تحلم بتوظيف المزيد من النساء في وظائف تشغيل المعدات، لكنها واجهت تحديات في الماضي بسبب الصور النمطية الجنسانية.

واليوم، أصبحت هذه الصور النمطية تتلاشى تدريجيًا، حيث أصبحت النساء قادرات على تشغيل المعدات الحديثة بسهولة.

أما كاتيرينا كولياديوك، طالبة زراعة أوكرانية تبلغ من العمر 19 عامًا، فقد قررت الالتحاق بدورة تدريبية لقيادة الجرارات بعد أن شاهدت إعلانًا عنها.

ورغم خوفها في البداية من تعقيد وحجم هذه الآليات، أصبحت الآن تقودها بثقة ومتانة.

أوكرانية تعمل مع زوجها في منجم للفحم

بالنسبة لكاتيرينا، كان قرارها صادمًا لعائلتها التي اعتادت على أدوار تقليدية للنساء، لكنها أكدت أن النساء قادرات على الاعتماد على أنفسهن وتجاوز هذه التقاليد. وكانت العائلة قد أُخبرت دائمًا أن النساء ينبغي أن يبقين في المنزل مع الأطفال، لكن كاتيرينا قررت أن تتبع مسارًا مختلفًا.

وخلص تقرير الوكالة إلى أن الحرب فرضت تغييرات كبيرة على المجتمع الأوكراني، حيث أصبحت النساء عنصرًا أساسيًا في سد فجوات القوى العاملة والمشاركة الفعالة في إعادة بناء الاقتصاد والبنية التحتية للبلاد.

وشكل هذا الأمر تحولًا إيجابيًا للغاية، حيث يفتح آفاقًا جديدة للنساء ويعزز دورهن في المجتمع الأوكراني.

aXA6IDE4NS4yNDQuMzYuMTM3IA== جزيرة ام اند امز NL

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى